"شراب التوت"، مسلسل تركي يفجّر جدلا يدفع لاعتقال الكاتبة ميرفيه غونتم

مسلسل "شراب التوت" التركي يثير عاصفة من الجدل في الأوساط التركيّة بسبب "التعارض مع القيم العائلية المحافظة"

2 عرض المعرض
"شراب التوت" التركي: جدل يدفع لاعتقال الكاتبة ميرفيه غونتم
"شراب التوت" التركي: جدل يدفع لاعتقال الكاتبة ميرفيه غونتم
"شراب التوت" التركي: جدل يدفع لاعتقال الكاتبة ميرفيه غونتم
(وفق البند 27 أ من قانون الحقوق الأدبية (2007))
أثار مسلسل "شراب التوت" (Kızılcık Şerbeti) التركي عاصفة من الجدل في الأوساط التركيّة وعلى منصّات التواصل الاجتماعي، دفعت بالمجلس الأعلى للإذاعة والتلفزيون (RTÜK) في تركيا لفتح تحقيق رسمي بحقه، بالتزامن مع توقيف كاتبته ميرفيه غونتم من منزلها في إسطنبول.
ويعود الجدل، الذي أُثير عقب إحدى حلقات المسلسل، إلى ما اعتُبِر تجسيدًا لعلاقات غير شرعية وترويجًا لسلوكيّات تتعارض مع القيم العائلية المحافِظة. وفي بيانه، أوضح المجلس الأعلى أنّ الخطوة جاءت استجابة للشكاوى المتزايدة من الجمهور، مؤكّدًا أنّ أي محتوى يُنظر إليه كمساس بمؤسّسة الأسرة أو القيم الاجتماعية التركية لن يتمّ التغاضي عنه، خاصّةً بعد أن تمّ إعلان عام 2025 "عام الأسرة" في البلاد؛ وأنّ المجلس سيتّخذ الإجراءات اللازمة بشكلٍ فوري.
في موازاة ذلك، ألقت السلطات التركيّة القبض على كاتبة العمل ميرفيه غونتم من منزلها في إسطنبول، على خلفية تصريحات قديمة أدلت بها قبل أربع سنوات وأعيد تداولها مؤخرًا. ففي مقابلة لها على يوتيوب، تحدّثت عن فتيات صغيرات يلجأن إلى "طرق مختلفة" لكسب المال بسبب الظروف الاقتصادية الصعبة، ووصفت ممارسة الجنس مقابل المال بأنّها "وسيلة ممتعة لتحقيق أحلامهن". إعادة نشر هذه التصريحات فجّرت حملة هجوم واسعة ضدّها، وأدت إلى مطالبات بوقفها عن العمل ومحاسبتها قضائيًّا.
2 عرض المعرض
"شراب التوت" التركي: جدل يدفع لاعتقال الكاتبة ميرفيه غونتم
"شراب التوت" التركي: جدل يدفع لاعتقال الكاتبة ميرفيه غونتم
"شراب التوت" التركي: جدل يدفع لاعتقال الكاتبة ميرفيه غونتم
(وفق البند 27 أ من قانون الحقوق الأدبية (2007))
محامي غونتم صرّح أنّ موكّلته تتعرّض منذ أيام لحملة تشهير ممنهجة على مواقع التواصل الاجتماعي، حيث جرى تداول أقوالها خارج سياقها لتبدو كأنّها مواقف شخصية وليست جزءًا من عمل درامي. وأوضح، أنّ الكاتبة تلقّت تهديدات خطيرة طالت حتى طفلها الرضيع، معتبرًا أنّ ما يجري هو شكل من أشكال العنف ضدّ المرأة واستهداف للفنانات من خلال محاسبتهن على الشخصيات الخيالية التي يبتكرنها.
من جهتها، أصدرت شركة Gold Film المنتِجة بيانًا رسميًا نفت فيه أي إساءة للأسرة أو القيم التركية عبر المسلسل، مؤكّدة أن العمل الممتدّ لثلاثة مواسم لم يتجاوز حدود الدراما التلفزيونية التي تقوم أساسًا على قصص مشحونة بالأحداث وقد تبدو أحيانًا مبالغًا فيها مقارنة بالواقع.
وبين موقف الرقابة واحتجاجات الجمهور من جهة، والدفاع الذي تبديه الشركة من جهة أخرى، يبقى مصير المسلسل معلّقًا. فالإجراءات المحتملة قد تبدأ بالغرامات ولا تستبعد الإيقاف الكامل، فيما يواصل "شراب التوت" تسجيل نسب مشاهدة مرتفعة داخل تركيا وخارجها، وهو ما يزيد من حساسية الموقف ويجعل أي قرار مقبل محطّ أنظار واسعة.