سعادة يحرض على الطلاب العرب: "الدولة تمول دراستهم بمليارات"

بحسب خبراء في قطاع التعليم العالي، فإن الدعم الحكومي للطلاب في التخصصات المختلفة هو جزء من نموذج تمويل الجامعات والكليات العامة في إسرائيل

راديو الناس|
شهدت لجنة الخارجية والأمن في الكنيست نقاشًا حادًا بين عضو الكنيست موشيه سعادة (الليكود) والنائبة إفرات رايتن (الديمقراطيين)، وذلك خلال جلسة تناولت قضية تجنيد الحريديم في الجيش الإسرائيلي. وخلال النقاش، أثار سعادة جدلًا واسعًا عندما زجّ بالطلاب العرب في الجدل حول التجنيد، مدعيًا أن الدولة "تموّل دراستهم بمبالغ ضخمة"، مشيرًا إلى أن الحكومة تخصص 2.4 مليار شيكل سنويًا لدعم دراستهم الأكاديمية.
اتهامات وتحريض على الطلاب العرب
سعادة قال خلال الجلسة: "الدولة تدفع 50 ألف شيكل سنويًا لكل طالب هندسة، و36 ألف شيكل للطلاب في التخصصات الطبية المساعدة، و25 ألف شيكل لطلاب العمل الاجتماعي، وهذه أموال عامة من جيب الجميع"، متسائلًا: "لماذا لا يُطلب من العرب أيضًا التجنيد في الجيش أو الخدمة الوطنية؟".
تصريحات سعادة أثارت غضب النائبة رايتن، التي قاطعته قائلة: "لماذا تكذب على الجمهور؟ الهدف هو فقط الزجّ بالعرب لإشعال النيران، كفى تحريضًا!". وأضافت: "انظر إلى الحقائق بدلًا من التحريض، كأنك تبحث عن طريقة لإثارة العداء فقط!".
تفنيد الادعاءات: الدعم الأكاديمي ليس حكرًا على العرب
بحسب خبراء في قطاع التعليم العالي، فإن الدعم الحكومي للطلاب في التخصصات المختلفة هو جزء من نموذج تمويل الجامعات والكليات العامة في إسرائيل، حيث يحصل كل طالب في هذه التخصصات على تمويل من الدولة بغض النظر عن خلفيته القومية أو الدينية. كما أن الطلاب العرب، مثل غيرهم، يدفعون رسومًا جامعية ولا يحصلون على منح دراسية بشكل أوسع من غيرهم.
مقارنة غير دقيقة بين العرب والحريديم
محاولة سعادة مقارنة الطلاب العرب بالحريديم في مسألة التجنيد وُصفت بغير الدقيقة، إذ أن نسبة كبيرة من العرب يُعفون من الخدمة العسكرية بسبب الوضع القانوني الخاص بهم منذ قيام الدولة، في حين يُعفى الحريديم وفقًا لقرارات سياسية متتالية. إضافة إلى ذلك، فإن معظم طلاب الحريديم يدرسون في مؤسسات دينية (يشيفوت) تحصل على تمويل ضخم من ميزانية الدولة دون إلزامهم بالدراسة الأكاديمية أو الخدمة العسكرية، في حين أن الاستثمار في الطلاب العرب يعود بفائدة مباشرة على الاقتصاد الإسرائيلي من خلال دمجهم في سوق العمل وتحويلهم إلى قطاع منتج، خلافًا لما هو الحال في المجتمع الحريدي الذي يعتمد جزء كبير منه على الإعانات الحكومية.
1 عرض المعرض
عضو الكنيس موشيه سعادة
عضو الكنيس موشيه سعادة
عضو الكنيس موشيه سعادة
(فلاش 90)
خلفية سياسية للنقاش
يأتي هذا النقاش في ظل توتر متزايد حول قانون تجنيد الحريديم، حيث تحاول الحكومة الوصول إلى صيغة تضمن استمرار الإعفاءات للحريديم، ما يثير انتقادات واسعة في الشارع الإسرائيلي. ويبدو أن محاولة سعادة الزجّ بالطلاب العرب في الجدل هي محاولة لصرف الأنظار عن الامتيازات التي يحصل عليها الحريديم وتحويل النقاش إلى قضية قومية بدلًا من التركيز على المساواة في تحمل أعباء التجنيد.