كشفت بيانات حديثة صادرة عن وكالة البيئة البريطانية، أن عدد مواقع السباحة المصنّفة على أنها "سيّئة" من حيث جودة المياه، قد تضاعف خلال عام واحد نتيجة التسرّب المتكرّر لمياه الصرف الصحي. شواطئ شهيرة كـScarborough South Bay وWallingfordعلى نهر التايمز، المعروف باستقطابه لمحبّي السباحة في المياه الطبيعية، وشواطئ Blackpool وWeston-super-Mare المحبوبة بين العائلات، كلّها تحتوي على مستويات مرتفعة من بكتيريا E. coli وEnterococci الخطرة، والتي تعدّ مؤشرًا مباشرًا على تلوّث المياه بالمجاري.
وجاءت المعلومات ضمن تقرير جديد نشرته صحيفة The Independent البريطانية بمناسبة "يوم الأرض 2025"، وسلّط الضوء على التلوّث المزمن الذي يعاني منه الشريط الساحلي البريطاني، بسبب إخفاق شركات المياه في معالجة مياه الصرف كما ينبغي. وفقًا للتقرير، تمّ تسجيل أكثر من 6,000 حادثة تسرّب لمياه الصرف الصحي خلال الشهر الأخير فقط، فيما بلغ عدد الحوادث على مستوى البلاد خلال العام الماضي 2,487 حالة تلوّث – وهو أعلى رقم خلال عقد كامل. إضافةً إلى ذلك، أشارت منظمة "Surfers Against Sewage" إلى أنها تلقت أكثر من 1,800 بلاغ عن أمراض يُشتبه بارتباطها بمياه ملوّثة، نتيجة إصابات بعدوى معوية أو التهابات رئوية خطيرة.
أثار تقرير The Independent موجة غضب في الأوساط البيئية والسياسية، حيث وصف أعضاء في البرلمان البريطاني الوضع بأنه "صادم ومهين"، ودعوا إلى فرض قيود صارمة على شركات المياه الخاصّة التي تدير قطاع المياه في إنجلترا، بما في ذلك تحميلها المسؤولية القانونية في حال تكرار التلوّث.
وماذا عن مياهنا؟
ما يحدث في بريطانيا يثير تساؤلًا ملحًّا: من يراقب جودة مياه السباحة في بلداتنا؟ في حيفا وعكّا...
هل نعلم ما الذي تحتويه مياه البحر التي نرتادها صيفًا؟ وهل توجد جهة تعلن نتائج الفحوصات بانتظام وبشفافية تامّة؟