الصين ترى وجوهنا من الفضاء | انجازٌ تكنولوجيّ بريء؟

الكاميرا الجديدة مزوّدة بعدسات دقيقة عالية الحساسية، وتعتمد على تقنيّات تكبير بصري متقدّمة تتيح لها التقاط تفاصيل صغيرة من مسافات بعيدة

راديو الناس|
كشفت الصين عن تطوير كاميرا تجسّس فضائية متقدّمة، يُقال إنها قادرة على رؤية ملامح الوجوه وقراءة لوحات السيارات من مدار الأرض. التقنية الجديدة، التي تمّ تركيبها على قمر صناعي، تلتقط الصور من الفضاء الخارجي أثناء دوران القمر الصناعي حول الأرض؛ ما يفتح بابًا واسعًا للتساؤلات حول حدود المراقبة ومستقبل الخصوصية البشرية.
الكاميرا الجديدة مزوّدة بعدسات دقيقة عالية الحساسية، وتعتمد على تقنيّات تكبير بصري متقدّمة تتيح لها التقاط تفاصيل صغيرة من مسافات بعيدة. بحسب المصادر، الكاميرا لا تكتفي بالتقاط صور عالية الوضوح، بل قادرة على تمييز الوجوه البشرية وتتبّع الأجسام المتحركة بدقة غير مسبوقة.
وعلى الرغم من عدم تصريح الصين بشأن نوايا امنية او عسكرية وراء المشروع، نقلت صحيفة New York Post عن خبراء قولهم إن هذه التكنولوجيا قد تُستخدم لتوسيع قدرات الصين في مراقبة الأرض ورصد التحركات الفردية، الأمر الذي من شأنه ان يؤجّج التوتر التكنولوجي بين القوى العالمية الكبرى، خصوصًا في ظلّ تصاعد المنافسة في مجال الأقمار الصناعية والمراقبة الذكية.
فما الجديد إذا كانت دول كبرى مثل الولايات المتحدة تمتلك منذ سنوات أقمارًا صناعية بقدرات مراقبة فائقة؟
لأوّل مرة، تُعلن الصين بهذا الوضوح عن تطوير قدرة فضائية بهذه الدقة، قادرة على التقاط تفاصيل بحجم 10 سنتيمترات من الفضاء الخارجي – ما يكفي لرصد الوجوه وتفاصيل الحياة اليومية من المدار الأرضي. إضافةً إلى ذلك، فانّ الكاميرا مدعومة بخوارزميات تحليل ذكية تُميّز بين الأشخاص والمركبات وتُنتج تقارير دقيقة بشكل شبه فوري – ما يحوّل الفضاء إلى "عين لا تنام".
من هنا فإنّ القلق من فقدان الخصوصية تحوّل من مجرّد هاجس الى واقعٍ مُعلن، يزداد وقعه مع توقيت الإعلان الذي جاء في خضمّ التنافس التكنولوجي بين الصين والولايات المتحدة.
فهل يُقرأ هذا التطور كرسالة استراتيجية، ام كإنجاز علمي وحسب؟