توقع تقرير دولي انخفاضًا حادًا في وتيرة التوظيف بقطاع التكنولوجيا في إسرائيل خلال الربع الثاني من العام الحالي، حيث لم تتجاوز نسبة توقعات التوظيف 1%، مقارنة بمتوسط عالمي يبلغ 35%. يأتي هذا التراجع في ظل تحذيرات من تأثير سلبي على إيرادات الدولة من الضرائب، والتي تعتمد بشكل أساسي على قطاع التكنولوجيا.
أزمة توظيف في قطاع التكنولوجيا
أفاد تقرير صادر عن مجموعة "مانباور" الدولية بأن نسبة توقعات التوظيف بقطاع التكنولوجيا في إسرائيل سجلت انخفاضًا قدره 33 نقطة مئوية مقارنة بالربع السابق. وفي حديث مع صحيفة ذي ماركر أشار درور ليتباك، المدير التنفيذي لمجموعة "مانباور" في إسرائيل، إلى أن هذا التراجع يعكس صعوبة الأوضاع في القطاع، متأثرًا بجولات التسريح التي طالت شركات كبيرة مثل "إنتل" و"أمازون" و"فيسبوك".
وأضاف ليتباك أن الحرب الأخيرة ألقت بثقلها على القطاع، حيث تسببت في غياب موظفين من قوات الاحتياط عن أماكن عملهم، إلى جانب حالة من عدم اليقين وتراجع الاستثمارات الأجنبية.
انعكاسات على الاقتصاد الوطني
رغم تعافي قطاعات اقتصادية أخرى مثل الصناعة والاتصالات، إلا أن التراجع في قطاع التكنولوجيا له تأثير كبير على الاقتصاد الإسرائيلي. إذ يعتبر هذا القطاع مسؤولًا عن 85% من إيرادات الدولة من الضرائب. وأوضح روعي إلداشتاين، المدير المالي لشركة Team8، في حديث مع صحيفة "ذي ماركر" الاقتصادية، أن استمرار تراجع الاستثمارات في القطاع سيؤدي إلى تقليص حجم الإنفاق والاستهلاك، مما سيؤثر سلبًا على الدورة الاقتصادية.
وفيما ارتفعت توقعات التوظيف في مناطق مثل الشمال والقدس بعد إعلان وقف إطلاق النار وعودة الحياة إلى طبيعتها، إلا أن تل أبيب، التي تعد مركزًا رئيسيًا لشركات التكنولوجيا، سجلت أدنى مستويات توقعات التوظيف.
تحولات في سوق العمل
أشار التقرير إلى أن التقدم التكنولوجي وأتمتة الخدمات ساهم في تقليص الحاجة للعديد من الوظائف التقليدية. حيث باتت الشركات الناشئة تعمل بفريق صغير لا يتجاوز ثلاثة موظفين. وأكدت مريم شتيلمان، شريكة في صندوق رأس المال الاستثماري "طال فينشرس"، في حديث مع صحيفة "ذي ماركر" الاقتصادية، أن هذا الاتجاه يعكس ثقافة التكيف السريعة في إسرائيل مقارنة بالأسواق العالمية.
وحذر ليتباك من أن الوظائف التقليدية المرتبطة بخدمة المستهلك المباشر قد تختفي تدريجيًا مع تزايد الاعتماد على التكنولوجيا والأتمتة، داعيًا العاملين في هذه القطاعات إلى التفكير في التحول إلى مجالات أخرى أكثر استدامة في المستقبل.