كشفت صحيفة هآرتس صباح اليوم أن وزير الأمن القومي الإسرائيلي إيتمار بن غفير عقد قبل أسبوع ونصف جلسة مغلقة مع قادة ألوية الشرطة، دعا خلالها إلى اتخاذ إجراءات صارمة ضد ما وصفه بـ"الضجيج" الناجم عن مكبرات صوت الأذان في المساجد، خاصة في المدن الساحلية والبلدات العربية.
ووفقًا للتقرير، فإن بن غفير اعتبر الأذان بصيغته الحالية "إزعاجًا عامًا"، ووجّه الشرطة إلى تشديد الرقابة وتوسيع صلاحيات التدخل في التعامل مع مكبرات الصوت في المساجد، ما أثار موجة استياء في أوساط المجتمع العربي والقيادات المحلية.
سكسك: خفضنا صوت الأذان سابقًا احترامًا للجوار ولكن التحريض مستمر
المنتصف مع فرات نصار
06:21
سكسك: خفضنا صوت الأذان سابقًا احترامًا للجوار ولكن التحريض مستمر
وفي حديث لراديو الناس ضمن برنامج "المنتصف" مع الزميل فرات نصار، قال عمر سكسك، رئيس مؤسسة كلنا يافا وعضو اللجنة الشعبية في المدينة، إن تصريحات بن غفير تأتي ضمن نهج تحريضي دائم ضد المواطنين العرب، مؤكداً أن الأذان خط أحمر لا يمكن المساس به.
وأضاف سكسك:"اتخذنا خطوات مسؤولة قبل أشهر، وتوصّلنا إلى تفاهم مع الجيران لتخفيف صوت الأذان، وتم تركيب جهاز تحكّم عن بُعد بمستوى الصوت. لكن رغم ذلك، عادت الشكاوى، ما يدل أن المسألة ليست تقنية بل نابعة من أزمات نفسية أو أيديولوجية لدى بعض الأطراف".
وتابع:"يافا مدينة مختلطة، ونحن نحرص على التوازن والمسؤولية، لكن لا يمكن لأحد أن يطلب منا التنازل عن شعائرنا الدينية. الأذان جزء من عقيدتنا، ولن نقبل المساس به".
بن غفير يحاول افتعال أزمات ونحن نرفض الانجرار
وفي تعليقه على تحركات بن غفير، قال سكسك:"ما يفعله بن غفير ليس جديدًا، هو يُطلق فتيل التحريض باستمرار، لكننا كأهالٍ وقيادات نتعامل بعقلانية ونرفض الانجرار إلى الفوضى. ردّنا سيكون دائمًا بالحفاظ على النسيج الاجتماعي في المدينة".
كما أثنى سكسك على موقف بلدية تل أبيب، التي أبدت تعاونًا وتفهمًا حيال الموضوع في السابق، مشيرًا إلى أن العلاقة الحالية مع الجهات الرسمية "تقوم على الحوار لا التصعيد".
أذان المساجد تحت الضغط السياسي
يُذكر أن قضية صوت الأذان في البلدات العربية تعود للواجهة كل فترة، خصوصًا في فترات التوتر السياسي أو الأمني، ويُنظر إليها من قبل المواطنين العرب على أنها استهداف للهوية الدينية، في حين يعتبرها بعض المسؤولين "قضية تنظيمية".
وتأتي تصريحات بن غفير الأخيرة في ظل تصاعد التوترات العامة وتزامنها مع الحرب في غزة، ما يثير مخاوف من محاولات تأجيج الوضع الداخلي عبر استهداف الرموز الدينية.