مصادر: العقبة الرئيسية حول اتفاق مع حماس هي محور موراغ

ويتكوف: نأمل في التوصل إلى اتفاق بشأن وقف إطلاق النار في غزة قبل نهاية الأسبوع الجاري بعد تقليص النقاط الخلافية إلى واحدة

1 عرض المعرض
بنيامين نتنياهو وستيف ويتكوف
بنيامين نتنياهو وستيف ويتكوف
بنيامين نتنياهو وستيف ويتكوف
(مكتب رئيثس الوزراء)
أفادت مصادر مطلعة على مجريات المفاوضات الجارية في الدوحة بين إسرائيل وحركة حماس، أن العقبة الرئيسية أمام التوصل لاتفاق وقف إطلاق النار تتمثل في إصرار رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو على احتفاظ الجيش بمحور "موراغ" الاستراتيجي وسط قطاع غزة.
وبحسب ذات المصادر، فإن تمسك نتنياهو بهذا المحور يأتي استجابة لمطلب وزير المالية بتسلئيل سموتريتش، ويهدف إلى تمكين إسرائيل من تنفيذ خطة لإعادة تمركز سكان القطاع في منطقة رفح خلال فترة الهدنة التي من المتوقع أن تمتد لـ60 يومًا.
وفي سياق متصل، قال مسؤول سياسي كبير مرافِق لنتنياهو خلال زيارته الحالية إلى واشنطن إن إسرائيل "قد تتولى إدارة الحياة" في غزة مؤقتًا، في إشارة إلى نية فرض إدارة عسكرية إسرائيلية في منطقة رفح، حيث يُتوقع أن تتركز الكثافة السكانية لسكان القطاع. ووفقًا للخطة، فإن إسرائيل تسعى لاحقًا لدفع السكان نحو دولة ثالثة، في ما يُشبه الرؤية التي طرحها الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب، غير أن مصادر سياسية في واشنطن أكدت أن هذه الخطة طُويت ولا يجري العمل عليها حاليًا، وسط رفض مصري وقطري شديد لها.
من جهته، بدا نتنياهو حذرًا في تصريحاته حول مصير سكان غزة، إذ أشار خلال مأدبة عشاء مع الرئيس الأميركي دونالد ترامب إلى أن من يرغب بالبقاء في القطاع سيتمكن من ذلك، في وقت تواصل فيه إسرائيل الترويج لمسار تفاوضي في الدوحة من جهة، وتُعدّ في المقابل خطة بديلة ذات طابع عسكري لتهجير سكان غزة، بدلاً من الخطة السابقة المعروفة باسم "مركبات جدعون".

نتنياهو يريد ضمانات لاستئناف الحرب

وتسعى إسرائيل حاليًا للحصول على ضمانات أميركية تتيح لها استئناف العمليات العسكرية في حال فشل المفاوضات بسبب موقف حماس، في مقابل الضمانات التي يُقال إن حماس حصلت عليها بعدم تجدد الحرب. كما تأمل إسرائيل في أن يُعبر ترامب علنًا عن دعمه للمبادئ الثلاثة التي وضعها نتنياهو كأُسس للتسوية النهائية في غزة، وهي: استبعاد حماس من الحكم، نزع سلاح الحركة، وإبعاد قياداتها عن القطاع، وهي مواقف لم يُعلن ترامب تأييده لها صراحة حتى الآن.
ومن المقرر أن يلتقي نتنياهو بترامب مساء اليوم في واشنطن، في ثاني لقاء بينهما خلال 24 ساعة. وركّز اللقاء الأول على الملف الإيراني، وتلاه عشاء موسع حضرته الوفود المرافقة، بمن فيهم يائير نتنياهو نجل رئيس الوزراء، الذي قالت مصادر دبلوماسية إن ترامب هو من طلب حضوره.
ويُتوقع أن تتركز المحادثات اليوم حول اتفاق وقف إطلاق النار وإعادة إعمار القطاع. وبعد اللقاء، سيتوجه المبعوث الأميركي إلى الشرق الأوسط، ستيف ويتكوف، إلى العاصمة القطرية الدوحة في محاولة لدفع المفاوضات نحو نهايتها.
ورغم أن المحادثات لا تزال جارية في قطر، فإنها تسير بوتيرة بطيئة، وفقًا لمصادر سياسية إسرائيلية، والتي أشارت إلى أن التقديرات الأولية كانت ترجّح الانتهاء منها في غضون أيام، لكن اتضح لاحقًا أن الأمر قد يتطلب وقتًا أطول. وأكد مصدر مطّلع على المفاوضات لصحيفة "هآرتس" أن الوقت وحده لا يكفي، مضيفًا: "ما تحتاجه المفاوضات الآن هو قرارات حاسمة، وهو ما قد يتحقق عند وصول ويتكوف إلى الدوحة، سواء من خلال الضغط على حماس أو على إسرائيل".

واشنطن تلمّح إلى قرب التوصل لاتفاق

في المقابل، ألمح المبعوث الأميركي الخاص، ستيف ويتكوف، اليوم الثلاثاء، إلى اقتراب التوصل لاتفاق لوقف إطلاق النار بين إسرائيل وحركة حماس، مشيرًا إلى تقدم ملموس في المحادثات الجارية.
وقال ويتكوف "نأمل في التوصل إلى اتفاق بشأن وقف إطلاق النار في غزة قبل نهاية الأسبوع الجاري"، مشيرًا إلى أنه "تم تقليص عدد القضايا الخلافية بين الطرفين من أربع إلى قضية واحدة فقط".
وأوضح ويتكوف أن المفاوضات تشهد تطورًا إيجابيًا، قائلاً: "نعمل على تضييق فجوة الخلافات، ومع مرور الوقت نحقق تقدمًا"، مؤكدًا أن "الهدف هو التوصل إلى سلام دائم وحل النزاع بشكل جذري".
وتأتي تصريحات ويتكوف في وقت أعلن فيه الرئيس الأميركي دونالد ترامب عن لقاء مرتقب مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في وقت لاحق من اليوم، وذلك للمرة الثانية خلال أقل من 24 ساعة، عقب لقائهما الأول الذي عُقد مساء الإثنين في البيت الأبيض.
وقال ترامب: "نتنياهو سيعود إلى هنا لاحقًا اليوم، وسنناقش ملف غزة بشكل شبه حصري. علينا أن نجد حلًا لهذه الأزمة".
First published: 21:25, 08.07.25