قلق أمريكي متزايد من "اندفاع نتنياهو" خاصة بالملف السوري

تقرير: انتقادات في إدارة ترامب لسلوك إسرائيل العسكري في سوريا ومسؤولون أمريكيون يصرحون أن "نتنياهو يتصرف باندفاع" 

1 عرض المعرض
نتنياهو يجتمع مع الرئيس ترامب في البيت الأبيض
نتنياهو يجتمع مع الرئيس ترامب في البيت الأبيض
نتنياهو يجتمع مع الرئيس ترامب في البيت الأبيض
(تصوير: GPO)
أفاد تقرير صحفي، نُشر الأحد، بأن إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب عبّرت عن قلق متزايد تجاه نهج الحكومة الإسرائيلية في التعامل مع الملف السوري، خاصة بعد سلسلة من الضربات الجوية التي نفذها الجيش الإسرائيلي خلال الأسبوع الماضي في جنوب سوريا والعاصمة دمشق.
ونقلت القناة 12 الإسرائيلية عن ستة مسؤولين أمريكيين قولهم إن هناك حالة من التوتر خلف الكواليس في واشنطن تجاه ما وصفوه بـ"الاندفاع الإسرائيلي غير المحسوب"، في أعقاب تصاعد العمليات العسكرية وتأثيرها المحتمل على جهود التهدئة وإعادة الإعمار في سوريا.
ووفقًا للتقرير، فإن أحد كبار مسؤولي البيت الأبيض قال إن "رئيس الحكومة الإسرائيلية يتصرف كما لو أنه في سباق ضد الزمن، يهاجم كل هدف يتحرك، وهذا يعرض جهود الرئيس ترامب لتحقيق الاستقرار في المنطقة للخطر". وأضاف مسؤول آخر: "ما يجري على الأرض بات يثير تساؤلات جدية في البيت الأبيض حول دوافع التصعيد الأخير، خاصة في ظل تكرار الحوادث المثيرة للجدل، مثل مقتل فلسطيني-أمريكي في الضفة الغربية، والقصف الذي طال مجمع كنيسة العائلة المقدسة في غزة".
ويأتي هذا التوتر بعد أيام قليلة فقط من زيارة رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو إلى واشنطن، حيث التقى ترامب في لقاءين بدت خلالهما العلاقات الثنائية قوية، في ظل تنسيق واضح حول الملف الإيراني. لكن بحسب التقرير، فإن الإدارة الأمريكية فوجئت من تصعيد الضربات الإسرائيلية عقب الزيارة، الأمر الذي اعتبره بعض المسؤولين "غير مبرر وغير منسق".
وكانت إسرائيل قد قصفت يوم الثلاثاء قافلة دبابات تابعة للجيش السوري في طريقها إلى مدينة السويداء ذات الغالبية الدرزية، مبررة ذلك بانتهاك منطقة منزوعة السلاح. تبع ذلك قصف استهدف مقرًا عسكريًا سوريًا ومنطقة قرب القصر الرئاسي في دمشق، مما أثار استياء ترامب، وفق أحد المسؤولين: "الرئيس فوجئ بالهجمات، خاصة بعد إعلانه عن خطة للمساهمة في إعادة إعمار سوريا".

مسؤولون تدخلوا للضغط على نتنياهو

وبحسب مصادر التقرير، فقد تدخل مسؤولون أمريكيون كبار مثل المبعوث توم باراك ووزير الخارجية ماركو روبيو للضغط على نتنياهو من أجل وقف التصعيد، وهو ما استجابت له إسرائيل بشرط انسحاب القوات السورية من السويداء.
كما نقل التقرير أن دولًا إقليمية مثل تركيا والسعودية أعربت هي الأخرى عن استيائها من الضربات الإسرائيلية عبر قنوات دبلوماسية مباشرة مع واشنطن.
من الجانب الإسرائيلي، عبّر مسؤولون عن تفاجئهم من اللهجة الأمريكية، مؤكدين أن العمليات العسكرية استندت إلى معلومات استخباراتية تفيد بمشاركة النظام السوري في الهجمات على المدنيين الدروز في السويداء، ورافضين الادعاءات بأن اعتبارات سياسية داخلية أثرت على القرار.
في المقابل، يرى مسؤولون أمريكيون أن تل أبيب لا تدرك مدى الضرر الذي لحق بصورتها داخل الإدارة الأمريكية، وأن استمرار التصعيد قد يؤدي إلى نتائج عكسية على المدى الطويل، سواء على مستوى علاقاتها في واشنطن أو استقرار المنطقة.