هل تنسحب إسرائيل من منظمة الصحة العالمية؟

أثارت تصريحات رئيسة لجنة الصحة في الكنيست، ليمور سون هار-ملِخ، بشأن الدفع نحو مناقشة انسحاب إسرائيل من منظمة الصحة العالمية، موجة انتقادات وتحذيرات في أوساط الجهاز الصحي، وسط تأكيدات مهنية على أن هذه الخطوة قد تمسّ مباشرة بصحة الجمهور 

2 عرض المعرض
عضو الكنيست ليمور سون هار-ميلخ
عضو الكنيست ليمور سون هار-ميلخ
عضو الكنيست ليمور سون هار-ميلخ
(Flash90)
طرحت عضو الكنيست ليمور سون هار-ميلخ، رئيسة لجنة الصحة البرلمانية الجديدة، خطوة أثارت جدلًا واسعًا في الأوساط الصحية والسياسية، بعد إعلانها نيتها الدفع نحو مناقشة انسحاب إسرائيل من منظمة الصحة العالمية، على غرار الخطوة التي أعلن عنها الرئيس الأميركي دونالد ترامب في مستهل ولايته.
وجاءت تصريحات سون هار-ميلخ خلال حديث أدلت به صباح اليوم (الاثنين)، تطرقت فيه إلى أولوياتها في رئاسة اللجنة، معتبرة أن طرح مسألة الانسحاب من المنظمة الدولية بات ضرورة. ورغم أن الموضوع نوقش في السابق، فإن موقعها الحالي يمنح هذه الخطوة وزنًا سياسيًا أكبر.
تداعيات خطيرة
في المقابل، حذّرت جهات مهنية في الجهاز الصحي من تداعيات خطيرة لمثل هذا القرار. وأشار موقف مفصل صادر عن اتحاد أطباء الصحة العامة في إسرائيل إلى أن الانسحاب من منظمة الصحة العالمية قد يؤدي إلى مساس مباشر بأمن الدولة الصحي وبقدرتها على مواجهة الأوبئة والطوارئ الطبية، إضافة إلى تقويض التعاون مع الهيئات الصحية الدولية.
وبحسب الوثيقة، تتيح عضوية المنظمة لإسرائيل الحصول على إنذارات مبكرة بشأن تفشي أوبئة عالمية مثل الإيبولا وشلل الأطفال والإنفلونزا الموسمية وكورونا، فضلًا عن الوصول الفوري إلى معطيات طبية حيوية، وبروتوكولات علاج، وشراكات في تطوير اللقاحات وتبادل المواد البيولوجية. كما تضمن العضوية الاستفادة من مختبرات مرجعية وخبرات مهنية عالية المستوى في جهود القضاء على أمراض مثل شلل الأطفال والحصبة والحصبة الألمانية.
إسرائيل ليست الولايات المتحدة
وأضاف التقرير أن إسرائيل، بخلاف الولايات المتحدة، ليست قوة عظمى، وتعتمد بشكل يومي على شبكة التعاون التابعة للمنطقة الأوروبية في منظمة الصحة العالمية، بما في ذلك تحديد متطلبات التطعيم للمسافرين والتعامل السريع مع الحالات الطبية المعقدة. كما تلعب المنظمة دورًا محوريًا في تنسيق المساعدات الإنسانية خلال الكوارث الطبيعية، والهجمات السيبرانية، والحروب، وحالات الطوارئ، عبر توفير أدوية ومعدات طبية وإقامة مستشفيات ميدانية ومختبرات وعيادات متنقلة.
2 عرض المعرض
علم منظمة الصحة العالمية
علم منظمة الصحة العالمية
علم منظمة الصحة العالمية
(.)
رئيس اتحاد الصحة العامة، البروفيسور حجاي ليفين، وصف الخطوة المقترحة بأنها “متهورة”، مؤكدًا أن الانتقاد المهني للمنظمة مشروع، لكن الانسحاب منها يمسّ مباشرة بصحة الجمهور. وقال إن إسرائيل، في ظل عزلتها الدولية المتزايدة، لا تستطيع تحمل فقدان أدوات التأثير والتعاون، محذرًا من أن مثل هذه الطروحات تعمّق عزلتها وتلحق ضررًا بالغًا بجهازها الصحي.
“إشارة تحذير حمراء”
من جهتها، اعتبرت الدكتورة روتم سيون، رئيسة منتدى “إسرائيل صحية”، أن المصادقة على تعيين سون هار-ميلخ في هذا التوقيت “لحظة خطيرة قد تكلف أرواحًا”، خاصة في ظل تفشي الإنفلونزا والحصبة. وأشارت إلى أن امتناعها عن تقديم موقف واضح من قضية التطعيمات يشكل “إشارة تحذير حمراء” على مستوى الصحة العامة.
وفي رسالة وُجهت اليوم إلى رئيس الكنيست أمير أوحانا ورئيس الائتلاف أوفير كاتس، حذرت منظمات طبية ومجتمعية من أن مواقف سون هار-ميلخ في قضايا الصحة والطب والحقوق الإنجابية تحمل تبعات صحية واجتماعية خطيرة، مؤكدين أن الدفع نحو الانسحاب من أطر دولية في هذا الظرف يتناقض مع مواقف الغالبية الساحقة من المهنيين في قطاع الصحة، ويعرّض إسرائيل لمزيد من العزلة والضرر الصحي.