تواصل حوادث الطرق حصد الأرواح على نحو مقلق، في ظل معطيات تشير إلى ارتفاع مستمر في أعداد الضحايا منذ مطلع عام 2025، الذي بات يُصنَّف كأحد أكثر الأعوام دموية على الطرق خلال العقدين الأخيرين، وسط سلسلة حوادث خطيرة ومتتالية في مختلف المناطق.
وفي هذا السياق، لقي راكب دراجة نارية يبلغ من العمر نحو 50 عامًا مصرعه، صباح اليوم السبت، في حادث طرق مروّع وقع بين دراجة نارية ومركبة خاصة في شارع الاستقلال بمدينة كريات غات. وأفاد بيان صادر عن نجمة داوود الحمراء أن الطواقم الطبية أجرت محاولات إنعاش للمصاب، إلا أنها اضطرت في نهايتها إلى إقرار وفاته في المكان، بعدما عُثر عليه فاقدًا للوعي، دون نبض أو تنفّس، ويعاني من إصابة خطيرة في الرأس.
حوادث طرق دامية أخرى اليوم السبت
وفي حادث منفصل وقع بعد وقت قصير، أُصيب راكب دراجة نارية آخر، يبلغ من العمر نحو 30 عامًا، بجروح خطيرة قرب مدينة بيت شيمش، حيث جرى نقله إلى المستشفى، فيما باشرت الشرطة التحقيق في ملابسات الحادث.
وفي تمام الساعة 14:18، تلقّى مركز 101 التابع لنجمة داوود الحمراء في منطقة لاخيش بلاغًا عن حادث طرق بين راكبي دراجتين ناريتين في محمية فورا. وأُصيب أحدهما، وهو شاب في الثلاثينيات من عمره، بجروح بالغة وغير مستقرة مع إصابات متعددة في أنحاء الجسم، فيما أُصيب الآخر، ويبلغ من العمر نحو 25 عامًا، بجروح متوسطة في الصدر. وقد جرى نقل المصابين إلى مستشفى سوروكا في بئر السبع.
وفي حادثة مأساوية أخرى وقعت في ساعات الصباح، تلقّت طواقم الإسعاف بلاغًا في منطقة النقب عن طفلة تبلغ من العمر ثلاث سنوات، أُحضرت إلى نقطة التقاء مع الطواقم الطبية على شارع 25 قرب مفترق عرعرة النقب، بعد تعرّضها للدهس. وأفاد المسعفون أنهم وجدوها فاقدة للوعي، دون نبض أو تنفّس، مع إصابات متعددة وخطيرة، ورغم محاولات الإنعاش، تم إقرار وفاتها في المكان.
كما أُعلن، ظهر اليوم، عن حادث طرق آخر بين مركبتين خاصتين على شارع 854 قرب مدخل بلدة نحف، حيث قدّمت الطواقم الطبية العلاج لمصابين جرى نقلهما إلى المركز الطبي للجليل في نهاريا. وأفاد البيان أن أحد المصابين، رجل في الستينيات من عمره، كان في حالة حرجة جدًا مع إصابات متعددة، وتوفي لاحقًا في المستشفى، فيما أُصيب الآخر بجروح طفيفة.
وفي ساعات المساء، أُصيب راكب دراجة نارية بجروح خطيرة إثر اصطدامه بمركبة في شارع يتسحاق رابين بمدينة العفولة. ونُقل المصاب، وهو رجل في الأربعينيات من عمره، إلى مستشفى العيمك بحالة خطيرة ووعي مشوش مع إصابات متعددة، حيث أُقرّت وفاته لاحقًا، فيما أُصيب سائق المركبة بجروح طفيفة.
معطيات قاتمة
وعلى خلفية هذه المعطيات القاتمة، تحوّلت سنة 2025، مع بداية الأسبوع الماضي، إلى السنة الأكثر دموية على الطرق منذ 18 عامًا، بعدما بلغ عدد القتلى في حوادث الطرق 440 شخصًا. وللمقارنة، سجّلت سنة 2024 رقمًا قياسيًا سلبيًا هو الأعلى منذ 17 عامًا، فيما قد تتجه 2025 لتحطيم رقم قياسي سلبي جديد لم يُسجَّل منذ نحو عقدين، علمًا أن عام 2005 شهد مقتل 460 شخصًا في حوادث طرق.
في المقابل، أعلنت وزارتا المواصلات والمالية عن الاتفاق على رصد ميزانية سنوية بقيمة 350 مليون شيكل لصالح الخطة الوطنية للأمان على الطرق للسنوات 2026–2030، ووصفت الخطوة بأنها "تحرّك دراماتيكي وواسع النطاق، يُعد الأكبر في مجال السلامة المرورية خلال العقد الأخير".
وبحسب البيان، تهدف الخطة إلى وقف الارتفاع الحاد في أعداد الحوادث، وتشمل تعزيز الرقابة الرقمية الذكية، تحسين البنى التحتية، تطوير تأهيل السائقين، توسيع برامج التوعية والتربية المرورية، وتعزيز دور السلطة الوطنية للأمان على الطرق كجسم مركزي يقود السياسة العامة في هذا المجال، بقيادة وزيرة المواصلات ميري ريغيف.
وأضاف البيان أن الخطة تضع هدفًا بخفض الإصابات الخطيرة في حوادث الطرق بنسبة 25% خلال خمس سنوات، وتسعى إلى إعادة إسرائيل إلى مصاف الدول الرائدة عالميًا في مجال السلامة المرورية، من خلال تعاون عابر للوزارات يشمل الشرطة، والتعليم، والمالية، والقضاء، والسلطات المحلية، ضمن إدارة مركزية وآليات قياس ومتابعة مستمرة.




