في إنجاز سينمائي لافت، نجح في لفت أنظار الأكاديمية العالمية، دخل الفيلمان الفلسطينيان "فلسطين 36" و"صوت هند رجب" القائمة القصيرة (Shortlist) لجوائز الأوسكار 2026، وهي المرحلة الحاسمة التي تُختار منها الترشيحات النهائية، في خطوة تعكس الحضور المتزايد للرواية الفلسطينية على أرفع منصة سينمائية في العالم.
وفي المقابل، خرج فيلم «البحر»، الحائز على جائزة أوفير الإسرائيلية لأفضل فيلم لعام 2025، من المنافسة، رغم ترشيحه رسميًا لتمثيل إسرائيل، ليبقى خارج القائمة القصيرة لهذا العام.
ومن المقرر أن يُقام حفل توزيع جوائز الأوسكار في دورته الـ98 يوم الأحد 15 مارس/آذار 2026، على مسرح دولبي في مدينة لوس أنجلوس، مع بث مباشر عبر قناة ABC، وسط تغييرات جديدة في قواعد التصويت، وإضافة فئة جديدة هي «الإنجاز في الإخراج الفني».
فلسطين 36: "دراما تاريخية تكشف جذور المأساة"
فيلم «فلسطين 36» هو عمل درامي تاريخي صدر عام 2025، من تأليف وإخراج آن ماري جاسر، ويضم نخبة من النجوم العالميين والعرب، أبرزهم: جيريمي آيرونز، هيام عباس، كامل الباشا، صالح بكري، ياسمين المصري، ظافر العابدين، يافا بكري، إلى جانب أسماء دولية أخرى.
ورُشّح الفيلم رسميًا من قبل وزارة الثقافة الفلسطينية لتمثيل فلسطين في فئة أفضل فيلم روائي دولي طويل في جوائز الأوسكار 2026.
يتناول الفيلم مرحلة مفصلية من التاريخ الفلسطيني، مسلطًا الضوء على ثورة 1936–1939، والدور الذي لعبته بريطانيا كقوة استعمارية في تشكيل واقع جيوسياسي خانق، ممهّدًا الطريق أمام النكبة، عبر دعم المليشيات الصهيونية وقمع الحراك الوطني الفلسطيني، وما رافق ذلك من تبعات إنسانية قاسية لا تزال آثارها قائمة حتى اليوم.
وعُرض «فلسطين 36» للمرة الأولى عالميًا ضمن العروض الاحتفالية في مهرجان تورونتو السينمائي في 5 سبتمبر 2025، حيث حظي باستقبال استثنائي وتصفيق حار وقوفًا استمر 20 دقيقة، في مشهد اعتُبر رسالة تقدير فنية وإنسانية نادرة.
صوت هند رجب: "مأساة الطفولة الفلسطينية بصوتها الحقيقي"
أما فيلم «صوت هند رجب»، فهو عمل درامي مؤثر من إخراج المخرجة التونسية كوثر بن هنية، يوثق قصة الطفلة الفلسطينية هند رجب (5 سنوات)، التي استشهدت في غزة مطلع عام 2024.
يعتمد الفيلم على تسجيلات صوتية حقيقية لمكالمات الاستغاثة التي أجرتها هند مع جمعية الهلال الأحمر خلال لحظاتها الأخيرة، مقدّمًا سردًا إنسانيًا قاسيًا يكشف عجز العالم أمام معاناة المدنيين، وخاصة الأطفال، في الحروب.
وحصد الفيلم جائزة الأسد الفضي في مهرجان البندقية السينمائي الدولي 2025، كما جرى ترشيحه لجائزة غولدن غلوب 2026 كأفضل فيلم ناطق بغير الإنجليزية، وحقق صدى عالميًا واسعًا لما يحمله من رسالة إنسانية مؤلمة وصادمة.
"البحر" خارج السباق
في المقابل، لم يتمكن فيلم «البحر» (The Sea)، من إخراج شاي كرميلي بولاك وإنتاج باهر إغبارية، من دخول القائمة القصيرة، رغم فوزه بجائزة أوفير وعرضه في مهرجان القدس السينمائي في يوليو 2025. ويتناول الفيلم قصة طفل فلسطيني يحاول الوصول إلى البحر لأول مرة في حياته، لكنه بقي خارج المنافسة في سباق الأوسكار لهذا العام.





