بروفيسور شحادة: السمنة مرض قاتل وهناك أدوية لكنها خارج متناول كثيرين

السمنة في أوساط الأطفال والمراهقين العرب: تحذيرات مقلقة ودعوات لتغيير السياسات الصحية وإرشادات من راديو الناس للوقاية

1 عرض المعرض
بروفيسور شحادة: أدوية وأدوات علاجية لمرض السمنة خارج متناول كثيرين
بروفيسور شحادة: أدوية وأدوات علاجية لمرض السمنة خارج متناول كثيرين
بروفيسور شحادة: أدوية وأدوات علاجية لمرض السمنة خارج متناول كثيرين
(صفحته في فيسبوك)
حذر بروفيسور نعيم شحادة، مدير مشروع "صفيرة الجليل للسكري" ورئيس المنظمة الإسرائيلية للسكري، من الارتفاع الحاد في نسب السمنة والوزن الزائد لدى الأطفال والمراهقين في البلاد، لا سيما داخل المجتمع العربي، مشددًا على أن الظاهرة بلغت مستويات مقلقة تُنذر بموجة من الأمراض المزمنة في سن مبكرة.
وفي مقابلة عبر راديو الناس، تحدث بروفيسور نعيم شحادة بإسهاب عن أسباب تفشي السمنة، أبرزها تغير نمط الحياة إلى طابع خامل، وتزايد الاعتماد على الأطعمة المصنّعة والمشروبات المحلاة. وأوضح أن هذه التغييرات أدت إلى ارتفاع غير مسبوق في معدلات السمنة، خصوصًا ما يُعرف بـ"السمنة البطنية"، التي تُعد أكثر خطورة من الناحية الصحية حتى لدى الأشخاص ذوي الوزن الطبيعي الظاهري.

خطر السكري من النوع الثاني في سن مبكرة

بروفيسور شحادة: أدوية وأدوات علاجية لمرض السمنة خارج متناول كثيرين
غرفة الأخبار مع عفاف شيني
11:08
أحد أخطر المؤشرات التي توقف عندها بروفيسور شحادة هو الازدياد الكبير في حالات الإصابة بالسكري من النوع الثاني، المعروف بسكري البالغين، لدى الأطفال والمراهقين، وهي ظاهرة لم تكن منتشرة في السابق.
وقال: "في العشرين سنة الأخيرة، ارتفعت حالات السكري من النوع الثاني لدى الأولاد والمراهقين بمعدل 10 أضعاف، وهذا رقم مرعب"، مشيرًا إلى أن السمنة تشكّل البوابة الرئيسة لهذه الإصابة المزمنة.

ضرورة التدخل المبكر

أكد بروفيسور شحادة على أهمية الوقاية والتشخيص المبكر، ودعا الأطباء، وخاصة أطباء العائلة والأطفال، إلى رصد الوزن الزائد والسمنة في الملفات الطبية للأطفال بشكل دقيق. وأضاف "عندما يُسجَّل أن الطفل يعاني من سمنة، يبدأ التوجيه الصحيح: للتحاليل، للاستشارة، وربما للعلاج المبكر قبل تفاقم الوضع".

أدوية وأدوات علاجية خارج متناول كثيرين

وأشار بروفيسور شحادة إلى وجود أدوية فعالة لمحاربة السمنة، لكن الكثير منها غير مدرج في سلة الأدوية العامة، وبالتالي لا تتوفر لشرائح واسعة من ذوي الدخل المحدود، رغم أن هذه الشرائح هي الأكثر عرضة للسمنة. وقال "من غير المقبول أن تحرم الفئات الضعيفة اقتصاديًا من العلاج فقط لأنها لا تملك التأمين الصحي الخاص"، مطالبًا بإدراج هذه الأدوية ضمن التغطية العامة.

دعوة لسياسات حكومية صارمة وتمويل فعلي

في ختام المقابلة، دعا بروفيسور شحادة إلى تغيير جذري في تعامل الدولة مع وباء السمنة، من خلال تخصيص ميزانيات حقيقية لمشاريع التثقيف الصحي في المدارس، وللعلاجات الوقائية، والاستشارة الغذائية، والدعم النفسي. كما أشار إلى ضرورة فرض رقابة أكثر صرامة على تسويق "الجنك فود" للأطفال، تمامًا كما يحدث في بعض الدول الأوروبية.
وتأتي هذه التصريحات في ظل تصاعد القلق من تداعيات السمنة على الصحة العامة، إذ باتت تهدد الأجيال الشابة بالأمراض القلبية، وارتفاع ضغط الدم، ومرض السكري في سن مبكرة، مما يضاعف الأعباء الصحية والاقتصادية مستقبلاً.
مشروع "صفيرة الجليل" يعد اليوم من المبادرات القليلة التي تعالج هذه القضية داخل المجتمع العربي، لكنه يواجه تحديات عديدة تتطلب شراكة حكومية ومجتمعية أوسع.