حذّر أمين الصرايعة، ممثل جمعية أور ياروك، من استمرار ارتفاع حوادث الطرق في المجتمع العربي خلال العام الجاري، مشيرًا إلى أن الأرقام تكاد توازي ما سُجّل العام الماضي، وهما العامان الأكثر خطورة خلال العقد الأخير.
وقال الصرايعة في حديثه لراديو الناس: "للأسف نحن أمام تزايد مقلق، ومع أن هذه الظاهرة مستمرة منذ سنوات، إلا أن العام الماضي والحالي سجّلا أعلى نسب من حيث عدد الضحايا والمصابين".
أمين الصرايعة: ارتفاع مقلق في حوادث الطرق داخل المجتمع العربي وغياب خطط شاملة لمعالجتها
غرفة الأخبار مع محمد أبو العز محاميد
05:39
وأكد أن المشكلة تعود إلى غياب خطة وطنية شاملة لمعالجة أزمة الحوادث، خصوصًا في البلدات العربية، موضحًا: "لا توجد خطط واضحة تعالج البنى التحتية للشوارع أو تقلل من المخاطر. ما نراه هو إهمال ممنهج، إذ لا توجد رؤية خاصة بالمجتمع العربي رغم حجم المأساة".
سائقو الدراجات النارية يدفعون ثمن أخطائهم وأخطاء غيرهم
وأشار الصرايعة إلى تزايد الحوادث المرتبطة بالدراجات النارية في الآونة الأخيرة، قائلاً: "سائق الدراجة النارية لا يتحمل مسؤولية خطئه فقط، بل قد يدفع ثمن أخطاء الآخرين أيضًا، وهذا يجعل معظم الحوادث أشبه بفخ قاتل".
وفي ما يتعلق بتوزيع الميزانيات، أقرّ بوجود فجوات واضحة. وأوضح في هذا السياق أنه "غم أن الطرق خارج البلدات يستخدمها الجميع، عربًا ويهودًا، إلا أن الاستثمار في البنى التحتية ليس متوازنًا. بعض الشوارع مجهزة بشكل أفضل من غيرها، وهذا يفاقم المخاطر".
وتطرق الصرايعة إلى أهمية التوعية المرورية، لكنه شدّد على أن التوعية وحدها غير كافية، متابعا: "التركيز على السائقين مطلوب، لكن الأهم هو بناء وعي منذ الطفولة. يجب أن تبدأ برامج الإرشاد من المدارس الابتدائية، مع حصص أسبوعية وندوات للشبيبة، حتى نربي جيلاً جديدًا أكثر التزامًا".
وأوضح أن التوعية في المجتمع العربي تصل غالبًا بشكل متأخر، مضيفا "الكثير من برامج الإرشاد لا تصل إلا للشباب الذين يقفون أمام المحاكم أو بعد سحب رخص القيادة. نجد أنفسنا أحيانًا نقدم التوعية حتى داخل السجون، وهذا يبيّن حجم الفجوة".
واعتبر الصرايعة أن مسؤولية الحد من الحوادث تقع على عاتق جميع الأطراف، قائلاً: المجتمع المدني يجب أن يشكّل قوة ضغط حقيقية لتغيير السياسات. لكن في النهاية، إذا تلقى الشاب سلوكًا معاكسًا في البيت أو من أشقائه، فسيتأثر بهم أكثر من المعلم أو المرشد.


