انضمّت السيدة ختام الوحواح، والدة الشاب أنس الوحواح الذي قُتل في جريمة إطلاق نار في اللد عام 2021، إلى الحديث عبر أثير راديو الناس. صوتها كان يحمل ثقل أربع سنوات من الفقد، وثقل مدينةٍ تعلّقت حياتها على حافة الخطر.
ختام الوحواح: "أعيش اللحظة التي فقدتُ فيها ابني ولم أعد أتنفّس كما يتنفّس الناس"
استوديو المساء مع شيرين يونس
07:05
بأتي ذلك فيما حصدت الجرائم في المجتمع العربي سبعين ضحية من مدينة اللد لوحدها، خلال السنوات العشر الأخيرة، و78% من الجرائم لم تفك طلاسمها.
تقول بألم واضح: "لم أنسَ هذا الحدث ولا لدقيقة واحدة… ما زلت أعيش تلك اللحظة وكأن الزمن توقّف عندها".
وتؤكد أنّ مقتل ابنها لم يكن حادثة عابرة، بل صدمة هزّت المجتمع العربي بأكمله: "أبناؤنا يرحلون بلا سبب… تمامًا كما رحل أنس. الجميع كان يشهد لأخلاقه وقيمته." وتستعيد استقبالها الدائم من الناس في الشارع: "كلّما رآني أحدهم قال: أنتِ أمّ أنس. احتضان الناس لي شهادة على من كان أنس، أكثر من أيّ وصف قد أقوله".
وتضيف بفخر ممزوج بالحسرة: "كان أنس من أنبغ الطلاب وألطفهم، يحبّ مدرسته وأصدقاءه إلى حدّ استثنائي".
حياة بعد الفاجعة: أمّ بلا نفس
تصف ختام حياتها بعد فقدان ابنها بأنّها محاولة مستمرة للبقاء: "أنا لا أعيش… قد يكون هناك نفس، لكن ليست هناك حياة." وتتابع: "كلّ خطوة أخطوها مع أولادي تعيدني إلى السؤال ذاته: أين أنس؟ كيف يمكن أن تستمر الحياة من دونه؟". ورغم مرور أربع سنوات، لم تتقدّم القضية خطوة واحدة: "لا يوجد طرف خيط، رغم أن المكان مليء بالكاميرات. وجود الشرطة كعدمها للأسف".
فشل متواصل… وغياب تام للعدالة
تحمّل ختام الشرطة مسؤولية الإهمال المزمن في ملفات قتل العرب: "الشرطة ليست معنيّة بحلّ قضايا مجتمعنا… حتى لو كانوا يعرفون هوية القاتل لا يتحركون." وتذكر أرقامًا صادمة: "عام مقتل أنس قيل إن رقم الضحايا وصل 84. واليوم نتحدث عن مئات. الجريمة تتصاعد والثمن ندفعه نحن".
نصيحة للأمهات اللواتي يدخلن دائرة الفقد
وعندما سُئلت عن كلمة توجهها للأمهات اللواتي يفقدن أبناءهن، قالت: "الصبر من عند الله… الحياة تستمرّ، لكن الألم يبقى. أسأل الله أن يصبّرنا جميعًا، وأن تتوقّف هذه الجرائم… فقد بلغ السيل الزبى".
فداء شحادة: "الجريمة انعكاس لإهمالٍ بنيويّ تعيشه اللد"
فداء شحادة: "الجريمة انعكاس لإهمالٍ بنيويّ تعيشه اللد"
استوديو المساء مع شيرين يونس
04:39
شاركت فداء شحادة، عضوّة بلدية اللد سابقًا وناشطة في حراك تأثير، لتضع الجريمة في سياقها الاجتماعي والسياسي. وقالت "الجريمة ليست أزمة منفصلة، بل نتيجة طبيعية لأزمات أعمق. اللد تعيش إهمالًا بنيويًّا وتمييزًا واضحًا".
وتكشف معطيات خطيرة: "منذ بداية عام 2025 شهدت اللد عشرين حالة قتل. ولم يُفتح سوى ملفين فقط، وهما أبسط الملفات." وتضيف: "القاتل هو الوحيد الذي يرحل… ولا أحد يلاحقه." وتشير إلى أنّ الرصاص أصبح جزءًا من حياة المدينة اليومية: "كلّ يوم نسمع إطلاق نار… وهذا غير حوادث القتل التي تظهر لاحقًا في الأخبار".
حراك “تأثير”… محاولة لإعادة ترميم النسيج المجتمعي
وتوضح شحادة أنّ الحراك يعمل هذا العام على مشاريع تستهدف الأطفال والأهالي داخل الأحياء: "بدأنا بالعمل مع أطفال في سنّ 7–8 سنوات، ضمن دائرة العائلة. هدفنا إعادة العلاقة بين الناس في الحيّ، وبعث روح الجيرة".
وتشير إلى أنّ الأمهات هنّ الأكثر تعاونًا: "الخوف عليهنّ مضاعف… اليوم كلّ شاب قد يكون الاسم التالي في الأخبار".
وتختتم قائلة: "الطريق طويل، لكن بناء مجتمع متماسك هو البداية الحقيقية لأيّ جهد آخر".
First published: 19:37, 01.12.25


