رغم دعوات الإخلاء المتكررة من الجيش الإسرائيلي والغارات الجوية التي دمرت عشرات الأبراج السكنية في قلب مدينة غزة، ما يزال مئات الآلاف من السكان متمسكين بالبقاء، وسط تقديرات إسرائيلية بأن نحو 300 ألف فقط غادروا المدينة حتى الآن.
وخلال الأيام الماضية، كثّف الجيش الإسرائيلي ضرباته على أبراج مرتفعة ادعى أنها استُخدمت من قبل حركة حماس لجمع معلومات استخباراتية ورصد تحركات القوات الاسرائيلية.
ورغم القصف والانهيارات، يشير سكان غزة إلى أن النزوح جنوبًا يكاد يكون مستحيلاً، وذلك بسبب الغلاء الفاحش من إيجارات المنازل في جنوب القطاع التي تجاوزت قدرة معظم العائلات، حتى أن خيمة بسيطة باتت تُباع بما بين 1200 و2400 دولار، بينما يفرض ملاك الأراضي مبالغ مقابل السماح بنصبها.
إضافة إلى ذلك، فإن تكاليف النقل الباهظة تمنع السكان من النزوح، حيث أن كلفة نصف شاحنة لنقل الأغراض تصل إلى نحو 5000 شيكل، عدا عن انعدام البدائل حيث أن المنطقة الإنسانية في المواصي بخان يونس مكتظة ولا تتسع لمزيد من النازحين.
في المقابل، وصفت حركة حماس دعوات الإخلاء الإسرائيلية بأنها "فخ خطير"، كما بثت رسائل تحذيرية بأن الجيش الإسرائيلي يترك وراءه منازل ملغمة وأجسامًا متفجرة لإيقاع أكبر عدد من الضحايا، محذّرة من لمس أي أغراض قد تثير فضول الأطفال.
3 عرض المعرض
الجيش الإسرائيلي يقصف برج الكوثر السكني الشاهق في حي الرمال بمدينة غزة بعد تحذيره المسبق
(لقطة من فيديو)
من جانبه، وجه الجيش الإسرائيلي للمرة الثالثة اليوم إنذارا لسكان منطقة ميناء غزة وحي الرمال تمهيدا لقصف برج ثالث. وقبل ذلك أعلن الجيش قصف برجا سكنيا للمرة الثانية بفارق ساعة في حي الرمال بمدينة غزة، وأفادت مصادر طبية في مستشفيات غزة بأن الغارات الاسرائيلية على مناطق متفرقة من القطاع قتلت 48 فلسطينيا منذ فجر اليوم، بينهم 32 بمدينة غزة.
في غضون ذلك، وصل وزير الخارجية الأمريكي ماركو روبيو، اليوم، إلى إسرائيل في زيارة رسمية لمناقشة الخطوات القادمة من الحربِ على غزة ومواجهة حركة حماس، التي قال ان وجودها يتعارض مع أي جهود لتحقيق السلام في المنطقة، وفق تعبيره.
ومن المقرر أن يتوجه روبيو، بعد زيارته لإسرائيل، إلى بريطانيا للانضمام إلى الرئيس الأمركي دونالد ترامب خلال زيارته الرسمية هناك.