شهد عام 2024 واحدة من أسوأ نكسات البيئة في التاريخ، مع فقدان أكثر من 67 ألف كيلومتر مربّع من الغابات الاستوائية الطبيعية حول العالم، وهي مساحة تعادل تقريبًا دولة ايرلندا. هذا يعني، أنّ الأرض كانت تخسر كلّ دقيقة من العام ما يقارب عُشر كيلومتر مربّع من الغابات.
وبحسب تقرير Forest Pulse الصادر عن معهد الموارد العالمية وجامعة ميريلاند، فإنّ السبب الرئيسي وراء هذا التراجع الحادّ كان الحرائق، التي تفاقمت بفعل درجات الحرارة المرتفعة وظروف الجفاف الناتجة عن تغيّر المناخ وظاهرة "إل نينيو". حتى ذلك الحين، كانت الزراعة تُعتبر العامل الأبرز في فقدان الغابات، إذ غالبًا ما تُشعَل الحرائق عمدًا لتهيئة الأراضي للزراعة.
سجّلت البرازيل، التي تضمّ أكبر نسبة من الغابات الاستوائية عالميًا، أعلى الخسائر، بعد موسم جفاف غير مسبوق. أمّا بوليفيا المجاورة، فشهدت ارتفاعًا حادًا بنسبة 200% في خسارة الغابات مقارنةً بالعام السابق، لتتجاوز دولًا تملك غابات أكثر بكثير من حيث المساحة، مثل جمهورية الكونغو الديمقراطية.
ولم تقتصر الكارثة على أمريكا اللاتينية؛ إذ فقدت كندا وروسيا معًا أكثر من 52 ألف كيلومتر مربّع من الغابات الشمالية بسبب الحرائق. في المقابل، سجّلت دول جنوب شرق آسيا، مثل إندونيسيا وماليزيا، نتائج إيجابية، حيث انخفضت معدلات فقدان الغابات بفضل السياسات الحكومية الفعّالة، وجهود المجتمعات المحليّة والقطاع الخاص، لا سيّما من خلال تطبيق قوانين منع الحرق.
أمّا الخسائر البيئية الناتجة عن هذه الحرائق، فهي جسيمة وتتجاوز حدود الجغرافيا، إذ تسبّبت في انبعاث نحو 3.1 مليار طن من الغازات الدفيئة المسبّبة للاحتباس الحراري، ما يفاقم أزمة المناخ ويقلّل من قدرة الكوكب على امتصاص ثاني أكسيد الكربون.
ومع اقتراب انعقاد قمّة المناخ المقبلة في الأمازون في نوفمبر القادم، تترقّب الدول اختبارًا حقيقيًا: هل ستترجم هذه الأرقام إلى خطوات عملية، أم تبقى مجرّد تحذيرات عابرة؟