أعرب عزت الرشق، عضو المكتب السياسي لحركة حماس، عن استغراب الحركة من التصريحات الأخيرة الصادرة عن الرئيس الأميركي دونالد ترامب والمبعوث الأميركي الخاص ستيف ويتكوف، معتبرًا أنها "لا تعكس الواقع التفاوضي" وتتجاهل الدور المعرقل الذي تقوم به الحكومة الإسرائيلية بقيادة بنيامين نتنياهو.
وفي تصريحات رسمية، أوضح الرشق أن تصريحات واشنطن "تتناقض مع تقييم الوسطاء الإقليميين والدوليين"، في إشارة إلى الدور الذي تلعبه قطر ومصر، واللتين عبّرتا عن "ارتياحهما وتقديرهما لموقف حماس الجاد والبنّاء" في المفاوضات الجارية لوقف إطلاق النار.
حماس: نتعامل بمسؤولية وطنية
وأكد الرشق أن حركة حماس تتعامل مع المسار التفاوضي منذ بدايته بـ"مرونة عالية ومسؤولية وطنية"، مشددًا على أن "الحركة تسعى للتوصل إلى اتفاق شامل يضع حدًا لمعاناة سكان غزة، ويوقف العدوان المتواصل"، كما قال.
وأضاف أن "رد حماس الأخير تم بعد مشاورات وطنية موسعة مع الفصائل الفلسطينية والوسطاء، وأنه جاء متجاوبًا مع ملاحظات وثيقة "ويتكوف"، لا سيما في الجوانب الإنسانية، بما في ذلك ضمان تدفق المساعدات الإنسانية بشكل كثيف ومن خلال الأمم المتحدة دون تدخل من جانب اسرائيل".
وفيما يخص خرائط الانسحاب، شدد الرشق على حرص الحركة على تقليل عمق المناطق العازلة، وتجنب التمركز في المناطق السكنية الكثيفة، بما يتيح عودة آمنة وسريعة لغالبية السكان إلى منازلهم.
دحض مزاعم واشنطن بشأن المساعدات
وردًا على الاتهامات الأميركية بشأن سرقة المساعدات في غزة، وصف الرشق هذه المزاعم بأنها "باطلة ولا تستند إلى أدلة"، مستشهدًا بتقرير حديث لوكالة رويترز نقل عن تحقيق لوكالة التنمية الأميركية (USAID)، والذي كشف أن 44 من أصل 156 واقعة نهب للمساعدات وقعت بفعل الإجراءات العسكرية الإسرائيلية، مؤكدًا عدم وجود أي دليل على أن حماس سرقت المساعدات بشكل منهجي.
دعوة للإدارة الأميركية
وانتقد الرشق مواصلة اسرائيل قصف مناطق توزيع المساعدات و"تغذية الفوضى والانفلات الأمني"، ما يعرقل تأمين قنوات الإغاثة، مؤكدًا أن ذلك جزء من "سياسة التجويع الممنهجة". وختم الرشق بدعوة الإدارة الأميركية إلى "التوقف عن توفير الغطاء السياسي والعسكري للاحتلال"، على حد تعبيره، مطالبًا إياها بلعب دور فاعل في الضغط على حكومة نتنياهو للانخراط الجاد في مفاوضات تهدف إلى إنهاء العدوان وتحقيق صفقة تبادل تنهي معاناة المدنيين من الطرفين.