بدأت منصة "يوتيوب" تجربة سرية بتعديل مقاطع فيديو بواسطة تقنيات الذكاء الاصطناعي، من دون الحصول على موافقة مسبقة من صنّاع المحتوى أو إبلاغ الجمهور.
الأمر اكتُشف أولاً على يد يوتيوبرَين أميركيين مشهورين، ريك بياتو وريت شول، اللذين لاحظا تغييرات غير مبررة في مظهر وجهيهما داخل بعض المقاطع. بياتو، الذي يتابعه أكثر من خمسة ملايين مشترك، أوضح أنّ شعره بدا مختلفًا وكأنه موضوع تحت مؤثرات تجميلية. شول بدوره أكد أن ما شاهده "يشبه إنتاجًا اصطناعيًا"، وحذّر من أن الخطوة قد تهز الثقة بين المبدعين وجمهورهم.
لاحقًا، اعترفت الشركة بأن التعديلات طُبّقت على عدد محدود من مقاطع "شورتس" كجزء من تجربة تحسين الصورة، شملت إزالة الضوضاء وزيادة الوضوح، وفق ما أوضح مدير شؤون المبدعين في يوتيوب، رينيه ريتشي. لكن خبراء، منهم الباحث في المعلومات المضللة صامويل وولي، اعتبروا أنّ وصف الخطوة بـ"تعزيز عبر تعلم آلي" يخفي حقيقة أنها تعتمد على الذكاء الاصطناعي، محذرين من تآكل ثقة الجمهور.
القضية تكشف عن توجّه متزايد لدى شركات التكنولوجيا نحو إدخال طبقات خفية من المعالجة الاصطناعية على الصور والفيديوهات، على غرار ما تفعله سامسونغ وغوغل في كاميرات الهواتف. غير أن الفارق هذه المرة يكمن في غياب الشفافية والموافقة، وهو ما يثير مخاوف من توسيع نطاق التغييرات مستقبلًا لتشمل محتويات إخبارية وتعليمية، لا مجرد مقاطع ترفيهية.