تشير المعطيات الجوية الأولية الصادرة عن مختلف نماذج التنبؤ العددي العالمية إلى احتمالية تطوّر حالة جوية مركّبة فوق شرق البحر الأبيض المتوسط مع نهاية الأسبوع الحالي وبداية الأسبوع المقبل. ومن المرجّح أن تتمثل هذه الحالة بمنخفض جوي مترافق مع حالة من عدم الاستقرار الجوي، بحيث تمتد تأثيراته لتشمل مناطق واسعة من بلاد الشام ومصر والعراق وأجزاء من المملكة العربية السعودية.
وتُظهر البيانات الأولية ملامح قوة وشمولية لهذه الحالة الجوية المحتملة، إلا أنّ المختصين يؤكدون أنّ تفاصيلها النهائية لا تزال رهينة التحديثات المقبلة، نظراً لإمكانية حدوث تغيّرات على التوزيعات الجوية خلال الأيام القليلة القادمة.
ويُعدّ موقع تشكّل مركز المنخفض من أبرز المتغيّرات المنتظرة، إذ تُشير النماذج الحالية إلى احتمال تركزه في وسط الجزء الشرقي من البحر الأبيض المتوسط، بخلاف السيناريو المعتاد الذي يتشكّل فيه المنخفض حول جزيرة قبرص.
وفي حال ثبات هذه المعطيات، يُتوقع أن تشهد المنطقة هطولات مطرية متفاوتة الغزارة ورياحاً نشطة وانخفاضاً ملموساً في درجات الحرارة، ما يجعل الحالة المرتقبة أولى المؤشرات الجدية على بداية الموسم المطري الشتوي في شرق المتوسط.
في التفاصيل: الذورة ليلة الجمعة
تشير مخرجات النماذج الجوية العالمية (الأوروبية والأمريكية) إلى اقتراب منخفض جوي عميق من شرق البحر الأبيض المتوسط، يتوقع أن يؤثر على إسرائيل والأراضي الفلسطينية مع نهاية الأسبوع الجاري وبداية الأسبوع المقبل
وبحسب بيانات النماذج العددية التي اطّلعنا عليها، يُتوقّع أن تبدأ الكتلة الهوائية الباردة والرطبة بالتأثير على المنطقة اعتبارًا من يوم الخميس 13 نوفمبر، لتبلغ ذروتها بين الجمعة والسبت، حيث يُرجّح أن تشهد البلاد هطولات مطرية متفاوتة الشدة، تكون غزيرة أحيانًا في بعض المناطق، خصوصًا في الساحل الشمالي، والمناطق الجبلية في الجليل والقدس والضفة الغربية.
وتُظهر الخرائط الجوية تمركز مركز المنخفض الجوي المحتمل في الجزء الشرقي من البحر المتوسط، وهو موقع نادر نسبيًا مقارنة بالتمركز المعتاد حول جزيرة قبرص، ما يعني أن المناطق الداخلية من الاراضي الفلسطينية وإسرائيل قد تنال نصيبًا أكبر من الأمطار هذه المرة. إلا أن هذه التفاصيل رهن انتظار التحديثات النهائية من خرائط الطقس
عواصف رعدية وزخات برد
ويتوقع خبراء الأرصاد أن ترافق الحالة رياح نشطة إلى قوية أحيانًا، مع انخفاض ملموس على درجات الحرارة اعتبارًا من مساء الجمعة، في حين لا يُستبعد حدوث عواصف رعدية محلية وتساقط زخات بردية في بعض الفترات.
وفي الجنوب، بما في ذلك النقب ومناطق الأغوار والبحر الميت، يُتوقع أن تكون الأمطار متفرقة ومحلية الطابع، مع احتمال تكوّن سيول مفاجئة في الأودية والمناطق المنخفضة.
وأكدت دوائر الأرصاد أن تفاصيل الحالة الجوية، ولا سيما موقع المنخفض وكميات الأمطار، قد تشهد تعديلات خلال الأيام القليلة المقبلة، داعيةً الجمهور إلى متابعة التحديثات اليومية والنشرات الرسمية.
وفي حال ثبات هذه المعطيات، ستكون هذه الحالة أول منخفض جوي فعّال يفتتح الموسم المطري الشتوي في الأراضي الفلسطينية وإسرائيل، بعد أسابيع من الأجواء المستقرة والجافة التي سادت المنطقة.


