نددت شبكة الجزيرة الإعلامية، في بيان شديد اللهجة، جراء اغتيال مراسليها أنس الشريف ومحمد قريقع، والمصورين إبراهيم ظاهر ومحمد نوفل، إثر غارة جوية استهدفت خيمة مخصصة للصحفيين قرب مستشفى الشفاء بمدينة غزة، في وقت متأخر من مساء الأحد.
وقالت الشبكة إن استهداف فريقها الإعلامي "يمثل هجومًا صارخًا ومتعمدًا على حرية الصحافة"، محملة الجيش والحكومة الإسرائيلية المسؤولية الكاملة عن هذه الجريمة، خاصة في ظل إقرار الجيش الإسرائيلي باستهداف خيمة الصحفيين.
وأشارت الجزيرة إلى أن هذا الاغتيال يأتي في إطار "محاولات إسرائيل المستمرة لإسكات صوت الحقيقة" ومنع العالم من الاطلاع على الجرائم المرتكبة بحق المدنيين، داعية المجتمع الدولي والمنظمات المعنية بحرية الصحافة إلى اتخاذ إجراءات عاجلة وملموسة لوقف الاستهداف المنهجي للصحفيين في غزة.
وحذرت الشبكة من أن "الإفلات من العقاب" يمنح إسرائيل الضوء الأخضر لمواصلة بطشها بحق الصحفيين، مؤكدة أن الأمر بقتل أنس الشريف، الذي وصفته بأحد أشجع صحفيي غزة، وزملائه، جاء بعد تحريض علني عليهم، وفي سياق التحضيرات الإسرائيلية لاحتلال القطاع.
وأضاف البيان أن الصحفيين الأربعة كانوا من بين "آخر الأصوات الصادحة" التي بقيت في الميدان لنقل معاناة سكان غزة وسط كارثة إنسانية غير مسبوقة، مشددة على أن مراسليها عاشوا ذات الظروف القاسية من حصار وجوع، وظلوا يوثقون بجرأة الفظائع التي ارتكبت على مدار الحرب.
ردود فعل دولية
أعرب ستيفان دوجاريك، المتحدث باسم الأمين العام للأمم المتحدة، عن تعازي المنظمة لأسر الضحايا، مؤكداً أن الأمم المتحدة "تدين جميع عمليات قتل الصحفيين" وتطالب بتمكينهم من أداء عملهم بحرية وأمان.
من جانبها، وصفت إيرين خان، المقررة الخاصة للأمم المتحدة المعنية بحرية الرأي والتعبير، الاغتيال بأنه "محاولة لقتل الحقيقة"، مشيدة بشجاعة أنس الشريف الذي قالت إنه أبلغها سابقًا بعزمه على مواصلة كشف الحقائق رغم المخاطر.
كما أعربت لجنة حماية الصحفيين عن صدمتها البالغة، مذكّرة بأن إسرائيل قتلت ما لا يقل عن 180 صحفياً فلسطينياً منذ اندلاع الحرب على غزة، في حين أشار نادي الصحافة الأميركي إلى أن الشريف هو واحد من أكثر من 200 صحفي تم توثيق مقتلهم خلال هذه الحرب، واصفًا إياه بـ"الصحفي المرموق والمخلص لمهنته".