أفادت مصادر محلية أن أكثر من 400 مؤسسة تعليمية في البلاد بقيت أبوابها مغلقة صباح هذا اليوم، وذلك في ظل احتجاج المعلمين على الاتفاق الذي تم التوصل له بين نقابة المعلمين من جهة، وبين وزارتي المالية والتعليم من جهة أخرى.
وتشهد العديد من المدارس ومؤسسات التعليم تشويشات كبيرة في العمل، خاصة في مدينة تل أبيب التي شهدت إغلاق 100 مدرسة بسبب الاحتجاج، بينما تعمل العشرات من رياض الأطفال من خلال المساعدات فقط بسبب تغيّب الحاضنات.
ويلجأ آلاف المعلمين إلى الحصول على تقرير طبي لإجازة مرضية في خطوة احتجاجية على الاتفاق الموقّع، والذي أنهى سلسلة من الإجراءات النقابية التي بدأت بإضراب تحذيري يوم الأحد الماضي
د. أبو ليل: الاتفاق فاشل ويمس بحقوق المعلمين
د. حارث أبو ليل - مدير مدرسة ابتدائية وعضو إدارة نقابة المعلمين سابقًا قال في حديث لراديو الناس، إن الاتفاق فاشل ولا يصب بمصلحة المعلمين، مهاجما بشدة الاتفاق الذي أكد بأنه لا يعود بأي فائدة على المعلمين.

وتابع متسائلا، "لماذا أشعلت نقابة المعلمين نيران النضال طالما أنها أرادت اتفاقا فاشلا دون أي فائدة على المعلمين". وأكد في هذا السياق أن الاتفاق "الفاشل" يتضمن خصما بقدر 7.1 بالمئة من المعاش كل عام، وهو بنسبة أعلى من النسبة التي قررتها الحكومة أصلا وكانت بنسبة 3 بالمئة، كما وأن الاتفاق يشمل مسّا بحقوق المعلمين مثل عدم ترفيع المعلم درجة بالمعاش العام المقبل، والمس بالعديد من الحقوق الأخرى التي يتلقاها.
أما حول احتجاج المعلمين المتواصل من خلال التغيب عن المدارس، قال د. أبو ليل إن غالبية المعلمين الذين يتغيبون عن التعليم هم من منطقة المركز، بينما الحضور في الشمال والجنوب إلى المدارس يصل الى نسبة 95 بالمئة، أي بمعنى أن المدارس العربية فيها حضور شبه كامل، وأن تغيب المعلمين هو من منطقة المركز وخاصة مدينة تل أبيب
أم لـ4 أطفال: الأبناء ضائعون وهم ضحايا الصراع
إسراء خلايلة وهي أم لـ4 طلاب وهي عاملة وتتعلم في ذات الوقت، أكدت في حديث لراديو الناس أن المعلم، ولأجل أن يعطي بكفاءة وبحق لا بد من أن يقوم بتحصيل حقوقه وأن يأخذ ما يستحق، لكنّ الطلاب هم على أعتاب الامتحانات.
وتابعت "أنا أم لأربعة أولاد، وأيضا أتعلم وأعمل بذات الوقت، واضريت بأن أترك التعليم والعمل لأبقى مع أبنائي الأربعة في يوم الإضراب".
وفي هذا السياق، أكدت أن "الأبناء كانوا ضائعين والخوف لا ينبع من التغيب عن العمل بل لأن الطلاب هم كبش فداء لهذا الصراع المتواصل بين نقابة المعلمين والمدارس".
وأضافت "ابنتي بين الصف الثاني والخامس، عاشت أزمة كورونا والحرب والآن الاحتجاج. الأطفاء ضائعون فعلا".
وزارة التعليم توعز بعقد جلسات استماع للمتغيبين
وفي آخر التطورات المتعلقة بالصراع المتواصل بين المعلمين ووزارتي التعليم والمالية، أوعزت وزارة التعليم لمديري المناطق باستدعاء منظمي احتجاج المعلمين المرضى إلى جلسة استماع اليوم.
وورد في بيان أن "سياسة وزارة التعليم تنص على أنه في حالة قيام المعلمين ومعلمات رياض الأطفال يقومون بتنظيم احتجاج ويحرضون المعلمين على الانخراط في أنشطة غير قانونية مثل استخدام المرض لهذا الغرض، فسيتم استدعاؤهم إلى جلسة استماع أمام مدير المنطقة". وأضافت الوزارة أنه "لن يكون هناك أي تنازلات وسيتم خصم رواتب المعلمين الذين يعلنون عن مرضهم ضمن الاحتجاج".
تجدر الإشارة إلى أن آلاف المعلمين قد أبلغوا صباح اليوم عن مرضهم، ولم يحضروا للمدارس، ضمن النضال المستمر للمعلمين من خارج نقابة المعلمين ضد قرار تقليص المعاشات، وذلك رغم التوصل لاتفاق بين النقابة ووزارتي التعليم والمالية، حيث اضطر مدراء مدارس بإبلاغ الأهالي بعدم إرسال أبنائهم للتعليم بسبب غياب واسع للمعلمين بالمدارس.
First published: 08:16, 06.05.25