في تقرير نشرته مجلة "ذي إيكونوميست" وُثقت مشاهد فوضى ومقتل عشرات الفلسطينيين في مراكز توزيع غذاء تديرها مؤسسة "غزة الإنسانية" (GHF) تحت حماية إسرائيلية. وأكد التقرير أن صحافيي المجلة شاهدوا بأعينهم، في 15 يوليو، هذه الأحداث خلال زيارة قصيرة مرافقة داخل موقع مراقبة تابع للجيش الإسرائيلي يطل على مركز التوزيع في خان يونس. وأوضح التقرير أن هذه المشاهد تتكرر منذ نحو شهرين، وغالبًا ما تنتهي بسقوط ضحايا، بينهم قتلى بنيران الجيش الإسرائيلي، مشيرًا إلى أنه في اليوم التالي للزيارة، 16 يوليو، لقي ما لا يقل عن 20 شخصًا حتفهم دهسًا خلال تدافع في الموقع ذاته.
اتهامات متبادلة حول أسباب الفوضى
أكدت المؤسسة الإنسانية مقتل العشرات، متهمةً حركة حماس بإرسال عناصر "أشعلت الفوضى بشكل متعمد"، فيما نفت استخدامها الغاز المسيل للدموع. بالمقابل، نقلت الصحيفة عن تقارير إسرائيلية أن الجيش الإسرائيلي أصدر أوامر بإطلاق النار على حشود حاولت الوصول إلى المراكز، رغم نفي ضابط كبير في الجيش استخدام الذخيرة الحية، مشيراً إلى "أخطاء إطلاق" تمت مراجعة إجراءاتها.
تركّز سكاني وأرقام متضاربة للضحايا
بحسب التقرير، وبعد 21 شهراً من الحرب، تتركز نصف سكان غزة البالغ عددهم 2.1 مليون نسمة في خان يونس ومنطقة "المنطقة الإنسانية" قرب المواصي، بينما دُمرت رفح بالكامل تقريباً. وزارة الصحة الفلسطينية والأمم المتحدة قالتا إن نحو 700 شخص قُتلوا حول هذه المراكز، لكن الجيش الإسرائيلي وصف هذه الأرقام بأنها "مضخمة عمداً".
جدل إنساني وضغوط في مفاوضات الدوحة
أشار التقرير إلى أن الجيش الإسرائيلي يصف مراكز التوزيع بأنها "قصة نجاح" قلّصت نفوذ حماس على الغذاء، بينما ترفض منظمات الإغاثة الدولية التعاون معها وتتهمها بانتهاك مبادئ العمل الإنساني. في المقابل، تطالب حماس في مفاوضات غير مباشرة بوساطة قطرية بإغلاق هذه المراكز وإعادة توزيع الغذاء عبر هيئات الإغاثة الدولية.