2 عرض المعرض


طارق شحادة: الجريمة تدفع المستثمرين بعيدًا عن الناصرة
(تُستخدم هذه الصورة بموجب البند 27 أ من قانون الحقوق الأدبية (2007))
أثار حادث إطلاق النار الذي استهدف مكتب سياحة وسفر في مدينة الناصرة، دون وقوع إصابات، موجة قلق واستياء في أوساط العاملين في قطاع السياحة، وسط تحذيرات من تداعياته السلبية على الاقتصاد المحلي في المدينة التي تُعد وجهة رئيسية للسياحة الداخلية والدينية في البلاد.
"الوضع يتدهور وتأثير الجريمة مباشر على السياحة"
الناشط الاجتماعي والمستشار السياحي طارق شحادة قال في حديثه لبرنامج المنتصف عبر راديو الناس إن "كل حادثة من هذا النوع تؤثر بشكل سلبي جدًا على قطاع السياحة والاقتصاد بشكل عام، ليس فقط في الناصرة بل في المجتمع العربي ككل". وأوضح أن الجريمة الأخيرة تأتي ضمن سلسلة طويلة من الأزمات التي تواجهها المدينة، مضيفًا: "تعافينا من الكورونا، ثم جاءت الحرب، والآن نواجه حربًا دائمة على اقتصادنا وسياحتنا بفعل الجريمة".
شحادة أشار إلى أن السياحة الداخلية كانت تشهد تعافيًا ملحوظًا، لكن الواقع الأمني المتدهور يعيد المدينة خطوات إلى الوراء، وقال: "في بلد سياحي مثل الناصرة، تتأثر السياحة مباشرة بأي توتر، وما يجري هو نوع من إفشال لمشروع اقتصادي وسياحي طويل الأمد في مدينة عريقة".
"الحكومة تتقاعس"
وانتقد شحادة تعامل السلطات الرسمية مع تصاعد الجريمة، قائلاً: "إجراءات عينية واضحة لا يمكن أن تقوم بها سوى الحكومة. لكن للأسف، لا نرى أي بوادر لحلول حقيقية". وأضاف: "لدينا هيئات محلية وقطرية، كلها تتقدم بمطالب واضحة للجهات الرسمية – لوزارة الشرطة، ولوزارات مختصة – لكن ما نراه على الأرض هو وعود دون تنفيذ، بل العكس، الوضع يزداد سوءًا".
شحادة عبّر عن خيبة أمل كبيرة من ضعف الاستجابة الرسمية، قائلاً: "اليوم لما إنسان يسمع إنه في جريمة في بلد معينة، أول رد فعله إنه يبتعد عنها. وهذا بالضبط ما يحصل للناصرة اليوم، وخصوصًا من قِبل السياح اليهود اللي اعتادوا يزوروا المدينة خلال الأعياد مثل عيد الفصح – واللي كانت تعج بهم المدينة – أما اليوم فالوضع اختلف تمامًا".
"لا سياحة دون أمان ولا استثمار في ظل الرصاص"
في تعقيبه على مستقبل الاستثمار في القطاع، أكد شحادة أن البيئة الحالية لا تشجع أي مستثمر على دخول المدينة، وقال: "اليوم ما حدا مستعد يفكر حتى بالاستثمار في السياحة، خصوصًا في ظل الحرب المستمرة وواقع العنف المنتشر. المستثمر يبحث عن بيئة آمنة، وهذا غير متوفر حاليًا".
وأضاف: "للأسف، الناصرة فقدت زخمها السياحي مؤخرًا. أغلب من يأتون اليوم هم من الحجاج، أما السياح اليهود أو الأجانب فقد ابتعدوا بسبب ما يسمعونه عن وضع المدينة". وتابع: "نحن نحتاج إلى استقرار طويل الأمد حتى نعيد بناء هذا القطاع، ثلاث سنوات هدوء غير كافية. نحن نتحدث عن قطاع أول من يتضرر في أي أزمة، وآخر من يتعافى".
واختتم شحادة حديثه قائلاً: "الهدوء يساوي سياحة، أما الجريمة والعنف فتعنيان تراجع اقتصادي ونزوح استثماري. إذا لم تأخذ الدولة على عاتقها مسؤولية حماية مصالح أهل الناصرة، فسيفقد هذا القطاع ما تبقى من قدرته على الصمود".
First published: 13:48, 17.04.25