Adolescence على نتفليكس

دعوة لإعادة النظر في التربية والتعليم واللغة اليومية التي نتعامل بها مع الفتيان  

راديو الناس|
تبدأ القصة بتحقيق جنائي تقليدي لمراهق يُتّهم بقتل زميلته في المدرسة، لتتحوّل سريعًا الى قضية معقّدة تخبّئ وراءها عالمًا من الرموز المشفّرة والأفكار، التي تتسلّل الى حياة المراهقين دون ان ينتبه اليها الكبار.
في إحدى الحلقات، يكتشف المحقّق أن تعليقات الضحية على إنستغرام لم تكن مجرّد "إيموجي" عادية، بل رموز تُستخدم في منصّات على الإنترنت تُعرف باسم الـ "manosphere"، وهي منتديات الكترونية تتبنّى أفكارًا متطرفة عن الذكورة، وتُمرّر رسائلها أحيانًا بطريقة مشفّرة.
من ضمن هذه الرموز، مثلًا، ايموجي القنبلة، الذي يُفسَّر كرمز للـ "Red Pill" – وهو تعبير يستخدم للإشارة الى ما يعتبره البعض "استيقاظًا على حقيقة العلاقة بين الجنسين"، وهي انّ الرجال يعيشون في نظام منحاز ضدّهم لصالح النساء. كذلك رمز "100" للدلالة على فكرة انّ معظم النساء (80%) ينجذبن الى فئة صغيرة فقط من الرجال (20%)، والذي يُستخدم لتبرير العداء تجاه النساء نتيجة شعور بالرفض والإقصاء لدى بعض الفتيان.
يُظهر المسلسل كيف يمكن لهذه الأفكار أن تمرّ تحت الرادار، بينما تُغذّي تدريجيًا سلوكيات عنف وتنمّر في بيئات المراهقين؛ ويوجّه نقدًا غير مباشر للمنظومة التربوية والمجتمعية التي تفشل غالبًا في فهم لغة المراهقين، بسبب الفجوة العمرية بينهم وبين البالغين. حتى المحقّق، الذي يقود التحقيق، لا ينتبه لتفاصيل الإشارات الرقمية إلا بعد أن ينبّهه ابنه، ممّا يعكس مدى انفصال الكبار عن الواقع اليومي الذي يعيشه هذا الجيل.
وفي مقابلة له مع صحيفة CNN، صرّح مخرج العمل كارلوس لوبيز أن هدف العمل هو تسليط الضوء على هذا العالم الرمزي، الذي وإن بدا بريئًا من الخارج، فهو يحمل في طيّاته رسائل خطيرة تُؤثّر على الطريقة التي يفكّر بها الأولاد ويتشكّل بها وعيُهم.
ليس هذا وحسب، يضيف المخرج، بل يحاول العمل تقديم صورة أكثر عمقًا للفتيان المراهقين، الذين غالبًا ما يُصوَّرون كمثيري شغب أو "مصدر خطر"، بينما هم في الواقع ضحايا ضغوط نفسية واجتماعية معقّدة.
"Adolescence" يعرض قصة جريمة، لكنه يطرح سؤالًا أهمّ: هل نرى ما يدور في عالم المراهقين؟