أفادت مصادر ووكالات أنباء عن انتهاء المحادثات الغير مباشرة بين إيران والولايات المتحدة في سلطنة عمان، وتقرر استئناف المفاوضات الإسبوع المقبل.
وأكدت مصادر إيرانية إن المفاوضات كان ايجابية.
وقال متحدث باسم الخارجية الإيرانية إن وفدا المفاوضات موجودان بغرف منفصلة، حيث يقوم وزير خارجية سلطنة عمان بنقل الرسائل بينهما تتضمن مقترحات حول المشروع النووي الإيراني وتخفيف العقوبات المفروضة على إيران.
وبدوره، قال مصدر عماني لوكالات أنباء إن المحادثات بين إيران والولايات المتحدة تركز على "تهدئة التوترات الإقليمية وتبادل الأسرى والتوصل إلى اتفاقات محدودة لتخفيف العقوبات مقابل كبح البرنامج النووي الإيراني".
مبعوثا طهران وواشنطن يصلان مسقط
ووصل كل من وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي، والمبعوث الأمريكي ستيف ويتكوف إلى مسقط – عاصمة سلطة عُمان، إيذانا بانطلاق المحادثات رفيعة المستوى بين إيران والولايات المتحدة حول ملف إيران النووي، وذلك في ظل تهديدات غير مسبوقة تناقلها الطرفان خلال الفترة القليلة الماضية.
وتصدرت المحادثات المرتقبة بين إيران وأمريكا العناوين في كافة الصحف الإيرانية، التي تناولتها في إطار معلومات وتحليلات وأخبار، وسط تأكيد على أن البلاد تتعامل مع ملف المفاوضات بحذر، وفي تشكيك بإمكانية التوصل لاتفاق، خاصة مع الرئيس دونالد ترامب الذي يطرح باستمرار الخيار العسكري تجاه المشروع النووي الإيراني.
لكن، وفي المقابل يشير بعض الدبلوماسيين إلى إمكانية تحقيق بعض التقدم في حال دخول الطرفين لمحادثات، التي من شأنها أن توقف التوترات المشتعلة بمنطقة الشرق الأوسط منذ عام 2023، التي فجرتها أحداث 7 أكتوبر.
وبالرغم من ذلك، يخشى مسؤولون من أن الفشل سيفاقم المخاوف من اندلاع حرب أوسع نطاقا في منطقة تُصدّر معظم نفط العالم. وكانت طهران قد حذرت الدول المجاورة التي تضم قواعد أمريكية من أنها ستواجه "عواقب وخيمة" إذا شاركت في أي هجوم عسكري أمريكي على إيران.
وكلاء إيران المسلحين على طاولة البحث
ويبدو أن ما تسعى له واشنطن ليس برنامج إيران النووي فقط. فقد كشف تقرير بثّته قناة "الحدث" السعودية، نقلًا عن مصدر دبلوماسي مطّلع، أن الجمهورية الإسلامية الإيرانية أبدت استعدادًا أوليًا لفتح باب النقاش بشأن التنظيمات المسلحة التابعة لها أو الموالية لها في عدد من دول المنطقة، في خطوة قد تشير إلى تحوّل في استراتيجيتها الإقليمية.
وذكر موقع أكسيوس أن إيران قد تعرضُ على الولاياتِ المتحدة التوصلَ إلى اتفاقٍ مرحلي بشأنِ برنامجِها النووي بدلا من اتفاقٍ شاملٍ قد يستغرقُ بحثُه مدةً طويلة.
وبحسب المصدر، فإن إيران باتت تدرك أن هذه الميليشيات أخفقت في تحقيق الأهداف السياسية والعسكرية التي أُنشئت من أجلها، وتسببت في أحيان كثيرة بتصعيدات إقليمية غير مرغوب فيها. وأضاف أن "طهران تسعى، في المقابل، إلى ضمان الحفاظ على برنامجها الصاروخي، والذي تعتبره عنصرًا استراتيجيًا ضمن منظومة الردع والدفاع الخاصة بها".
برنامج نووي مشروط بمطالب نتنياهو؟
وتأتي هذه التطورات بعد أيام من لقاء جمع ترامب برئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، حيث أكد الأخير فور عودته من واشنطن أنه يتفق مع ترامب على أنه لا يمكن السماح لإيران بامتلاك سلاح نووي، مضيفا أنه يمكن تحقيق ذلك من خلال اتفاق على غرار النموذج الليبي؛ "أي أن تدخل الولايات المتحدة وتدمّر المنشآت وتفكك الأجهزة تحت إشراف وتنفيذ أميركي، وهذا جيد".
وأضاف أن الاحتمال الثاني، في حال سعت إيران للمماطلة في المحادثات، "فحينها الخيار سيكون عسكريًا"، مشددا أن "الجميع يفهم ذلك، وقد ناقشنا هذا بإسهاب".
First published: 09:48, 12.04.25