قفزة في الطلب وأسعار قياسية: الفستق الحلبي يجتاح العالم

ايران هي ثاني اكبر منتج للفستق الحلبي بعد الولايات المتحدة، ومع اقتراب موسم حصاد الفستق الحلبي  تختلط الصراعات مع" ترندات" المكسرات الاكثر طلبًا في العالم

راديو الناس|
2 عرض المعرض
فستق حلبي
فستق حلبي
فستق حلبي
(Chatgpt)
تحوّل الفستق الحلبي إلى نجم المشهد الغذائي العالمي خلال العامين الأخيرين، مدفوعًا بجمال لونه الأخضر الفاتح وتنوع استخداماته، ما دفع مزارعي كاليفورنيا إلى توسيع الإنتاج استعدادًا لموسم وفير في الخريف. لكن الكثير من التحديات تواجه المجال، في ظل الحرب التجارية وفرض الضرائب التي يقودها الرئيس الامريكي دونالد ترامب. كما يواجه أيضا العالم، تحديات اخرى، في ظل العقوبات المفروضة على ايران والتي تعتبر اكبر منتج للفستق الحلبي بعد الولايات المتحدة.
من "شوكلاتة دبي" إلى اللاتيه والمعجنات
حققت منتجات الفستق الحلبي، وعلى رأسها شوكولاتة دبي المحشوة بكريمة الفستق، رواجًا واسعًا على مواقع التواصل الاجتماعي، وأصبحت وصفات مثل "رايس كريسبيز بالفستق" منتشرة على تيك توك. وتُظهر بيانات موقع "يالب" أن عمليات البحث عن "فستق حلبي" تضاعفت خلال العام الماضي، في حين زادت بنسبة 8942% للبحث عن "شوكولاتة بالفستق الحلبي".
وعادت نكهة الفستق الحلبي لتظهر بقوة في منتجات "هاجن داز" و"ليندت"، كما أصبحت القهوة بالفستق عنصرًا أساسيًا في قوائم مقاهي مثل "ستاربكس". ويقول مالك مخبز في نيويورك إن كرواسون "شوكلاتة دبي" الذي يبيعه بنكهة الفستق الحلبي أصبح من أكثر منتجاته مبيعًا، مضيفًا: "أشتري دائمًا كمية أكبر مما أحتاج، لأن الفستق الحلبي بدأ يختفي بسرعة من السوق".
طفرة في الأسعار والإنتاج الأميركي
تزامن هذا الطلب العالمي مع تسجيل موسم 2023-2024 إنتاجًا قياسيًا في الولايات المتحدة بلغ 1.49 مليار رطل من الفستق الحلبي، ويتوقع أن يكسر الموسم القادم هذا الرقم. وقد ارتفع سعر الكيلو بنسبة 17% خلال العام، ما أدى إلى زيادة أرباح المزارعين. وتستثمر شركات كبرى مثل "ميريديان" و"وندرُفل بيستاشيوز" في مصانع تصنيع وتحميص الفستق داخل كاليفورنيا لتلبية الطلب المتزايد على المعاجين والكريمات المخصصة للحلويات.
2 عرض المعرض
الرئيس الأمريكي دونالد ترامب
الرئيس الأمريكي دونالد ترامب
الرئيس الأمريكي دونالد ترامب
(تصوير: البيت الأبيض)
الفستق الحلبي: مواجهة بين الولايات المتحدة وإيران؟
رغم النجاح التجاري الذي يحققه قطاع الفستق الأميركي، لا تزال الصناعة تواجه تحديات مرتبطة بالحرب التجارية التي يقودها الرئيس الأميركي دونالد ترامب، خاصة وأن نحو 70% من الإنتاج الأميركي يُخصص للتصدير، ويُوجَّه أكثر من ثلثه إلى السوق الصينية. ولتجنّب الاعتماد المفرط على التصدير، أطلقت كبرى الشركات المنتجة للفستق حملات تسويق داخلية موسعة للحفاظ على مستويات الطلب المحلي.
وفي المشهد العالمي، تستمر المنافسة التقليدية بين الولايات المتحدة وإيران على زعامة سوق الفستق الحلبي. وبينما تتفوق كاليفورنيا في حجم الإنتاج والبنية الصناعية، لا تزال إيران تُعرف بجودة محصولها وتاريخها العريق في زراعة الفستق. إلا أن العقوبات الأميركية المفروضة على طهران، لا سيما في المجال المصرفي، أدّت إلى إضعاف قدرة المنتج الإيراني على التصدير، حتى وإن لم تشمل العقوبات قطاع الزراعة مباشرة. هذه القيود حدّت من قدرة إيران على الوصول إلى الأسواق العالمية، في وقت استفاد فيه المنتج الأميركي من خفض الرسوم الجمركية الصينية لتعزيز حصته السوقية، مما زاد من عمق الفجوة التنافسية في سوق تحكمه عوامل الجودة والطلب والسياسة الدولية.
ماذا بعد؟
مع تنامي الطلب العالمي على الفستق الحلبي، تعود المنافسة بين المنتجين الكبار إلى الواجهة من جديد، في ظل تحولات سياسية واقتصادية قد تعيد رسم ملامح السوق. ولا يزال مستقبل الصادرات الإيرانية غامضًا في ظل استمرار العقوبات، إلا أن أي اتفاق محتمل قد يفتح الباب أمام تغييرات جذرية بعد سنوات من التحديات الناتجة عن القيود المالية المفروضة على طهران من جهة، والضرائب التي تثقل كاهل المنتجين من جهة أخرى. فهل سيشهد العالم تحولات في هذا الصدد من اجل تعزيز هذا الترند العالمي؟