في اليوم الثاني من زيارته الرسمية إلى إسرائيل، أجرى نائب الرئيس الأمريكي جاي-دي فانس سلسلة لقاءات سياسية رفيعة، على رأسها اجتماعه مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في القدس، وذلك في إطار جولة دبلوماسية تهدف إلى تثبيت اتفاق وقف إطلاق النار في قطاع غزة وتعزيز التنسيق الأمريكي – الإسرائيلي في المرحلة التي تلي الحرب.
شراكة لا وصاية
في مؤتمر صحفي مشترك عُقد قبل اجتماع العمل الموسّع، أكد فانس أنّ واشنطن لا تسعى لفرض وصاية على إسرائيل، بل ترغب في تعزيزها كـ"دولة حليفة وشريكة متكافئة"، مضيفًا:"نريد أن نرى لإسرائيل دورًا حيويًا في الشرق الأوسط، لكننا لا نريدها دولة تحت رعاية أمريكية. نرغب أن تكون شريكًا حقيقيًا بينما تقلّص الولايات المتحدة من تدخلها المباشر في المنطقة".
وأشار فانس إلى أن توسيع اتفاقات أبراهام يمكن أن يسهم في تعزيز الاستقرار الإقليمي، معربًا عن أمله في أن تتحول التجربة الحالية إلى نموذج لسلام مستدام في الشرق الأوسط.
نتنياهو: إسرائيل ستقرر مصيرها بنفسها
من جانبه، وصف نتنياهو اللقاء بأنه يأتي في “أيام مصيرية”، مشددًا على أن إسرائيل والولايات المتحدة تتشاركان "تفاهمات قوية، رغم وجود بعض الخلافات".
وقال رئيس الوزراء:"إسرائيل قوية تخدم مصالح الولايات المتحدة، لكننا نحن من نقرر مصيرنا وأمننا. لن نسمح لأي جهة بتحديد مستقبلنا الأمني".
وحين سُئل عن احتمال دخول قوات تركية إلى قطاع غزة، رد نتنياهو بحزم:"إسرائيل ستقرر بشأن أمنها بنفسها".
أجندة الزيارة وإجراءات المرور
تتضمّن زيارة فانس إلى إسرائيل جدولًا حافلًا، إذ التقى صباح اليوم نتنياهو وزوجته في مكتب رئيس الوزراء بالقدس، ثم عقد جلسة عمل موسّعة، أعقبها لقاء مع الرئيس الإسرائيلي يتسحاق هرتسوغ، قبل أن يجتمع في فندق الملك داوود مع عائلات المختطفين.
ومن المقرر أن يغادر فانس البلاد غدًا (الخميس) عند الساعة الواحدة ظهرًا متوجهًا إلى واشنطن.
وفي سياق الزيارة، أعلنت الشرطة الإسرائيلية إغلاق الطريق رقم 1 المؤدي إلى مطار بن غوريون بين ساعات الصباح والظهر، ونصحت السائقين باستخدام طرق بديلة مثل الطريق 443 والطريق 44، بينما أكدت شركة نتيفي يسرائيل تشغيل غرفة تحكم خاصة لمتابعة حركة السير في الوقت الحقيقي.
ملف المختطفين وتثبيت وقف النار
وفي تصريحات سابقة له عقب وصوله إلى إسرائيل، أشار فانس إلى أن ملف إعادة جثامين الأسرى والمخطوفين إلى إسرائيل لن يُحلّ بين ليلة وضحاها، مؤكدًا أن العملية "صعبة ومعقدة وتحتاج إلى صبر ووقت".
وأوضح أن هدف زيارته هو ضمان استمرار تنفيذ اتفاق وقف إطلاق النار رغم الخروقات الأخيرة من جانب حماس، مشيرًا إلى أن زيارته تأتي بالتنسيق مع المبعوثين ستيف ويتكوف وجاريد كوشنر، اللذين يرافقانه ضمن بعثة البيت الأبيض المكلفة بمتابعة الوضع في غزة.
وختم فانس تصريحه بالتأكيد على أن بلاده “ملتزمة بأمن إسرائيل وعودة جميع المخطوفين”، لكنه شدد على أن “الاستقرار لن يتحقق إلا ببناء واقع جديد في غزة يمنع تكرار تهديدات حماس.”


