عقدت الجبهة الديمقراطية للسلام والمساواة والقائمة العربية الموحدة اجتماعًا مشتركًا، أمس السبت، في ظل استمرار الحرب على غزة والتحديات السياسية والاجتماعية التي يعيشها المجتمع العربي في الداخل. وأكد الطرفان أن اللقاء جرى "بأجواء من الشفافية والوضوح"، وتم خلاله التباحث في سبل التعاون السياسي والتحضير للاستحقاقات الانتخابية المقبلة.
دعوات لوحدة الصف وتحديد رؤية سياسية
خلال حديثه لراديو الناس ضمن برنامج "هذا النهار" مع الزميل فراس خطيب، شدد رئيس القائمة العربية الموحدة، النائب د. منصور عباس، على أن المجتمع العربي يطالب برؤية سياسية واضحة في هذه المرحلة، لا الاكتفاء بالحديث عن تشكيل القوائم في اللحظة الأخيرة.
"المواطن العربي يريد أن يعرف منذ الآن: هل ستكون هناك قائمة واحدة؟ قائمتان؟ ما هو البرنامج السياسي؟ كيف سنُسقط هذه الحكومة؟ ومن سيأتي بدلاً منها؟"، قال عباس، مضيفًا: "هذا مطلب جماهيري لا يمكن تجاهله".
عباس: نريد رؤية سياسية واضحة وإسقاط الحكومة
هذا النهار مع فراس الخطيب
07:46
وأشار عباس إلى أن النقاشات مع الجبهة شملت إمكانيات التعاون، مع تأكيد الطرفين على رفض العودة إلى تجربة الانقسام إلى ثلاث قوائم، التي أدّت إلى خسارة كبيرة في الأصوات. وأضاف:"هناك توافق على ضرورة وضع رؤية استراتيجية مشتركة، إما عبر قائمة واحدة أو قائمتين كحد أقصى، ويجب أن تُستكمل هذه المهمة قبل نهاية الدورة الصيفية للكنيست، أي حتى نهاية شهر تموز المقبل".
بين نهج المشاركة والمعارضة: خلافات لا تُخفى
من جانبه، أكد سكرتير عام الجبهة الديمقراطية، أمجد شبيطة، في حديثه لنفس البرنامج، أن الاجتماع عكس وجود خلافات "جوهرية" بين الجبهة والموحدة، خاصة في ما يتعلّق بمسألة المشاركة في الحكومة مقابل الاكتفاء بالتأثير من موقع المعارضة.
"نحن في الجبهة نؤمن أن المشاركة السياسية لا تكون فقط من أجل الوجود في الحكومة، بل من أجل دفع أجندة سياسية تعترف بالحقوق الجماعية للعرب والفلسطينيين، وهذا ما لا نراه حاليًا"، قال شبيطة.
ورغم ذلك، أكد شبيطة أن الطرفين يدركان أهمية تعزيز التعاون في هذه المرحلة الحرجة، وأن الاجتماع يشكل مقدّمة لسلسلة خطوات مستقبلية.
شبيطة: خلافاتنا جوهرية لكننا نعمل لتفادي الانقسام
هذا النهار مع فراس الخطيب
03:40
تقارب مع التجمع ورفض قاطع لانقسام ثلاثي
وكشف شبيطة عن تقدّم في الاتصالات مع حزب التجمع الوطني الديمقراطي، مشيرًا إلى أنه لا يوجد ما يمنع إعلان اتفاق مبدئي بين الجبهة والتجمع لخوض الانتخابات معًا، وأوضح:"نحن الأقرب اليوم إلى التجمع، وهناك انسجام كبير في التوجهات، ويجب أن نستفيد من هذه اللحظة السياسية بدلاً من هدرها".
وشدد كل من عباس وشبيطة على أن أي انقسام إلى ثلاث قوائم سيُنظر إليه على أنه مضيعة للأصوات وضرب لفرص المجتمع العربي بالتأثير السياسي، داعين إلى التعامل مع المرحلة المقبلة بمسؤولية وواقعية، وضرورة رفع نسبة التصويت لتشكيل كتلة عربية لا يمكن تجاوزها في تركيبة الحكومة القادمة.
خطاب جديد واستعداد لجمهور يطالب بالوضوح
وفي ختام حديثه، أكد د. منصور عباس أن القائمة الموحدة تتبنى خطابًا سياسيًا جديدًا يسعى إلى مخاطبة المجتمع اليهودي أيضًا، مشيرًا إلى أن الموحدة باتت رقمًا صعبًا لا يمكن تجاهله في معادلة التأثير.
"نحن لا نبحث فقط عن إسقاط الحكومة، بل نريد أن نكون جزءًا من صياغة الحكومة القادمة. هذا يتطلب رؤية، وحدة، ونسبة تصويت عالية"، ختم عباس.
بدوره، دعا أمجد شبيطة إلى إدارة الخلافات بشكل مسؤول، وتقديم خطاب واضح وشفاف للجمهور العربي، يُطمئنه بأن صوته لن يُهدَر هذه المرة، وأن العمل جارٍ فعلاً نحو توحيد الصفوف.