في تطور جديد على قضية الاعتداء الذي وقع قبل نحو عام في محطة وقود بمنطقة "كفار عزة"، شرقي النقب، قررت النيابة العامة توجيه لائحة اتهام ضد نائب رئيس بلدية بئر السبع، المتهم بالاعتداء على شابين عربيين خلال وجوده في المحطة، وسط جدل حول طبيعة الاعتداء وتداعياته القانونية والسياسية.
وخضع ملف الاعتداء الذي وقع في محطة وقود بمنطقة كفارعزة عام 2024، لتطورات قانونية بعد أن قررت النيابة العامة توجيه لائحة اتهام ضد نائب رئيس بلدية بئر السبع، وهو جندي احتياط في لواء جفعاتي، إثر اتهامه بالاعتداء على الشاب ماهر الصرايعة والشاب إبراهيم أبو عصا.
المحامي شحدة بن بري يكشف وجه العنف العنصري بحق عربيين من قبل نائب رئيس بلدية بئر السبع
استوديو المساء مع شيرين يونس
06:42
وفي تصريح لمحامي الدفاع شحدة بن بري، الذي يترافع عن المصاب ابراهيم أبو عصا، قال: "الاعتداء استهدف شابين اثنين، وهما الصرايعة وأبو عصا، وقد انكر نائب رئيس البلدية الاتهامات في البداية، إلا أن الأدلة، ومن ضمنها صور كاميرات المراقبة، أثبتت تورطه."
وأضاف بن بري: "في بداية التحقيق، حاول النائب إنكار الصور، ثم ادعى أن المعتدين حاولوا دهسه بسيارة، وهو ما ثبت أنه غير صحيح. وبعد سلسلة من التناقضات، تبين أن هناك محاولة للتستر على الحقائق."
وأشار المحامي إلى أن النيابة قررت تقديم المتهم إلى المحاكمة بعد استكمال جلسات الاستماع القانونية، موضحًا أن "القانون يتطلب جلسة استماع قبل تقديم لائحة الاتهام، حيث يحاول المتهم إقناع النيابة بعدم المتابعة، إلا أن الأدلة كانت قاطعة."
وذكر بن بري أن المتهم معروف بتوجهاته العنصرية، حيث كان متورطًا في مضايقات واعتداءات لفظية بحق فلسطينيين، موضحًا: "هذا الشخص سبق وأن دعا بشكل علني إلى إبادة غزة، وله سجل حافل بالعنف ضد العرب في النقب."
وفي سياق متصل، كشف المحامي أن التحقيقات جرت ما بين الشرطة والجيش، وأن الملف أعيد مرارًا بين الجهات المختلفة قبل أن تعود القضية إلى النيابة المدنية في الجنوب، معتبراً قرار النيابة بتقديم المتهم للمحاكمة "بادرة خير".
وردًا على محاولات فريق الدفاع تبرير الاعتداء بأنه حدث عسكري في ظل حالة الحرب، قال بن بري: "الصور والحقائق واضحة، الاعتداء كان عنصريًا بامتياز، حيث وقع داخل محطة وقود مدنية، والنائب كان مسلحًا ودخل بزيه العسكري، ولم تكن هناك أي ظروف حرب تحكم تصرفه."
واختتم المحامي حديثه بالقول: "الاعتداء حدث فقط لأن الضحايا كانوا يستمعون إلى أغاني باللغة العربية، ولأن السيارة التي كانوا فيها تابعة لعربي، وهذا يؤكد الطبيعة العنصرية للجريمة."