شهد ملعب "لا كارتوخا" في إشبيلية ليلةً ستبقى محفورة في الذاكرة الجماعية لعشاق كرة القدم، بعدما نجح برشلونة في الفوز بالكلاسيكو أمام غريمه ريال مدريد بنتيجة 3-2، والتتويج بلقب كأس ملك إسبانيا للمرة الثانية والثلاثين في تاريخه.
سيطرة لبرشلونة من البداية
سيطر برشلونة على مجريات المباراة منذ البداية، وأثمر تفوقه عن هدف رائع سجله بيدري في الدقيقة 29، بعد أن كانت السيطرة شبه كاملة للفريق الكتالوني. قبل ذلك، اضطر ريال مدريد إلى إجراء تبديل مبكر بعد إصابة فيرلان ميندي الذي عاد للتو من إصابة سابقة.
في الشوط الثاني، دخل كيليان مبابي إلى أرض الملعب بديلًا، وأحدث تحولًا ملحوظًا في أداء ريال مدريد، حيث فرض "البلانكوس" سيطرتهم لفترات طويلة. وتمكن مبابي من معادلة النتيجة بعد تسجيله هدفًا من ركلة حرة مباشرة، في أول هدف له بهذه الطريقة خلال مسيرته.
لم يدم التعادل طويلًا، فبعد سبع دقائق فقط، منح البديل الآخر أردا غولر تمريرة حاسمة إلى أوريلين تشواميني الذي سجل هدف التقدم لريال مدريد بضربة رأسية.
يامال يستمر بطبخ الاهداف
لكن الإثارة لم تتوقف هنا. لامين يامال، الذي صنع الهدف الأول لبيدري، أرسل تمريرة حاسمة أخرى هذه المرة لفيران توريس، الذي راوغ الحارس تيبو كورتوا وسجل هدف التعادل الدرامي.
في اللحظات الأخيرة من الوقت بدل الضائع، احتُسبت ركلة جزاء لصالح برشلونة، لكن الحكم ألغاها بدعوى التمثيل من قبل رافينيا.
امتدت المباراة إلى الأشواط الإضافية، حيث واصل الفريقان اللعب بوتيرة مرتفعة رغم الإرهاق. وفي النهاية، كان لجول كوندي الكلمة الأخيرة، حين سدد كرة أرضية قوية من خارج منطقة الجزاء استقرت في شباك ريال مدريد، مانحًا برشلونة التفوق مجددًا حتى صافرة النهاية.
كما شهدت الدقائق الأخيرة طرد أنطونيو روديغر ببطاقة حمراء مباشرة بعد تدخله العنيف.
تتويج الكتالونيين
وبهذا الفوز، يواصل فريق المدرب هانزي فليك مسيرته نحو تحقيق الثلاثية التاريخية، بعدما عادل عدد انتصارات برشلونة وريال مدريد في نهائيات كأس الملك، حيث فاز كل فريق أربع مرات في المواجهات المباشرة بينهما. في المقابل، يبدو أن ريال مدريد في طريقه لإنهاء الموسم دون ألقاب، مما يزيد من احتمالات رحيل المدرب كارلو أنشيلوتي عن الفريق.