أعلنت شركة "بوسطن كونسلتينغ غروب" (BCG)، وهي واحدة من أكبر شركات الاستشارات في العالم، أنها أقالت شريكين (أي موظفَيْن بمناصب عالية فيها) بعدما تبين أنهما شاركا في مشروع مرتبط بالمساعدات الإنسانية إلى غزة دون موافقة رسمية من الشركة.
وقالت الشركة إن الموظفين تصرّفوا دون إبلاغ الإدارة بتفاصيل المشروع، وهو ما يخالف القواعد الداخلية.
تورّط في مشروع مثير للجدل ومقاطعة أممية
وقد تسبّبت مساهمة BCG في وضع اللبنات الأولى لما أصبح يُعرف بـ"مؤسسة غزة للمساعدات الإنسانية" (GHF) بجدل واسع، وسط انتقادات دولية تتهم المشروع بخرق المبادئ الإنسانية وتوظيفه لخدمة أجندات سياسية.
وتُعدّ الأمم المتحدة، الجهة الأبرز تاريخيًا في تقديم المساعدات لسكان القطاع، من أشد المعارضين لهذا المشروع، معتبرة إياه "غطاء لتشريد الفلسطينيين"، لا سيما في ظل اعتماد المبادرة على مقاولين خاصين والجيش الإسرائيلي لتأمين نقاط التوزيع الواقعة أساسًا جنوب غزة.
المدير التنفيذي للمؤسسة كان قد استقال الأسبوع الماضي، مبرّرًا خطوته بفقدان الثقة بقدرة المشروع على الالتزام بمبادئ الحياد والاستقلال. ووقعت عدة حوادث دامية قرب مراكز توزيع المساعدات، حيث أفادت مصادر طبية بمقتل عشرات المدنيين بنيران أثناء محاولتهم الوصول إلى المساعدات.
وقف العمل وفتح تحقيق خارجي
وأعلنت شركة BCG أنها أوقفت أي دور لها في هذا المشروع منذ نهاية شهر مايو، وأنها لن تحصل على أي أموال مقابل العمل الذي قامت به، والذي كان في بدايته مساعدة تطوعية. كما بدأت الشركة تحقيقًا داخليًا بمساعدة محامين من خارج الشركة.
وقالت في بيان رسمي: "نأسف لأننا لم نلتزم بمعاييرنا. سنتخذ كل الخطوات الضرورية لمعالجة ما حدث".
في غضون ذلك، أعلنت مؤسسة GHF أنها أغلقت مراكز توزيع المساعدات مؤقتًا بعد حادثة إطلاق النار الأخيرة في رفح.