قال مصدر سياسي لإنّ إسرائيل وافقت على السماح بدخول قوات من الأمن الداخلي التابع للنظام السوري إلى محافظة السويداء، معقل الطائفة الدرزية في جنوب غرب سوريا، لمدة 48 ساعة فقط، وذلك "في ظل حالة عدم الاستقرار المستمرة في المنطقة".
وبحسب المصدر السياسي الإسرائيلي فإنّه "في ظل حالة عدم الاستقرار المستمرة في جنوب غرب سوريا، وافقت إسرائيل على دخول محدود لقوات الأمن الداخلي التابعة للنظام السوري إلى محافظة السويداء، لمدة 48 ساعة".
ويأتي هذا الإعلان بعد يوم واحد فقط من تصريح رئيس الوزراء الاسرائيلي، بنيامين نتنياهو، الذي شدد على أن إسرائيل لن تسمح لقوات جيش النظام السوري، بقيادة الرئيس أحمد الشرع، بالتقدم جنوبًا من دمشق.
وتُعد هذه الخطوة استثنائية في ظل التوترات المتصاعدة في المنطقة، حيث أكّدت إسرائيل على أنها تتابع عن كثب التطورات الميدانية في السويداء، على خلفية المواجهات الدامية التي شهدتها المحافظة مؤخرًا بين الدروز وقوات النظام.
حزمة مساعدات إنسانية عاجلة من إسرائيل
وفي سياق متّصل، أصدر وزير الخارجية الإسرائيلي، جدعون ساعر، تعليماته بتقديم حزمة مساعدات إنسانية عاجلة للطائفة الدرزية في المنطقة، في خطوة اعتُبرت استجابة مباشرة للاحتياجات الميدانية المتفاقمة.
وبحسب بيان رسمي صادر عن وزارة الخارجية، فإن حزمة المساعدات التي تبلغ قيمتها نحو 2 مليون شيكل، ستشمل مواد غذائية، معدات طبية، أدوية، وحقائب إسعاف أولي، وستُموّل بالكامل من ميزانية الوزارة. وأوضحت الوزارة أن هذه المساعدات ستُوجّه تحديدًا إلى المناطق الدرزية في محافظة السويداء، والتي كانت قد تضررت بشكل مباشر من الهجمات العنيفة التي استهدفت أبناء الطائفة خلال الأيام الماضية.
وأشار البيان إلى أن هذه الخطوة تأتي استكمالًا لحزمة مساعدات سابقة كانت الوزارة قد قدّمتها للدروز في سوريا في شهر آذار/مارس الماضي، في إطار ما وصفه البيان بـ"الالتزام الإنساني تجاه الطائفة الدرزية في ظل الظروف الراهنة".
ويُذكر أن محافظة السويداء تشهد في الأسابيع الأخيرة تصاعدًا في التوترات والهجمات، في ظل تقارير عن أعمال عنف واشتباكات مستمرة بين مجموعات مسلحة وقوات النظام السوري، ما أدى إلى تدهور الأوضاع المعيشية والإنسانية بشكل حاد.
الوضع الأمني والإنساني في السويداء
في 11 يوليو، اندلعت اشتباكات مسلحة عقب مقتل شاب درزي على يد بدو عند حاجز على طريق دمشق–السويداء، ما أدّى لاختطاف متبادَل للأفراد ودوامة انتقامية سريعة، وفقًا لما أكّدته تقارير صحفية. وخلال أربعة أيام، قُتل ما لا يقل عن 600 شخص في الاشتباكات، من بينهم نحو 80 مدنيًا على الأقل ذُبحوا ميدانيًا، وأسفر عن آثار خطف وتنقل جثث ونهب منازل .
تدخل الحكومة السورية
تدخلت قوات النظام السوري، تائهة بين فض الاشتباك والدعم المحتمل للبدو، ما زاد من وتعقيد الوضع وتسبّب هذا التدخل بمقتل عدد من عناصر الأمن والدروز واستمرار العنف، رغم اتفاق أولي لوقف النار .
الرد الإسرائيلي
بغرض حماية الدروز، شنت إسرائيل غارات جوية استهدفت مواقع للنظام السوري في محيط دمشق ومطار الثعلة قرب السويداء ودعت إسرائيل طهران للتراجع عن التدخل في الجنوب السوري، ونشرت تعزيزات عسكرية على الحدود .
لاحقًا، فرضت هدنة جزئية، واتفقت بعض فصائل الدروز مع متحدثي الحكومة على انسحاب جزئي لقوات النظام، مع مواصلة إعادة انتشار قوات الأمن الداخلي . ورغم كل هذا، يبقى الوضع هشًا مع تزايد الدمار ونزوح المدنيين وآثار إنسانية كبيرة، ما يتطلب تعاونا جادا لتثبيت الاستقرار وتلبية احتياجات السكان.