"ما نشهده إنذار خطر شديد" | شهر 11 كان الأكثر حرّا والأكثر جفافا منذ 75 عاما

د. عبدالله خطبا: نوفمبر 2025 يُبرز تغيّر المناخ الحاد وخطورة تراجع الفصول الانتقالية وما نشهده إنذار شديد ونقوس خطر كبيرة

1 عرض المعرض
حالة الطقس
حالة الطقس
حالة الطقس
(Flash90)
كشف تقرير صدر عن دائرة الأرصاد الجوية، أن شهر نوفمبر 2025 كان استثنائيًا من حيث درجات الحرارة وأنماط الطقس، ويُعد نموذجًا واضحًا على تأثيرات التغير المناخي المتسارعة.

نوفمبر 2025: نوفمبر الأكثر حرارة منذ 1950

وأظهرت بيانات دائرة الأرصاد الجوية أن متوسط درجة الحرارة اليومية لنوفمبر 2025 كانت الأعلى منذ عام 1950، من حيث الحرارة الليلية خاصة، إذ سجلت درجات حرارة مرتفعة قياسية خلال الليل. أما درجات الحرارة القصوى اليومية، فقد كانت ضمن أعلى ثلاثة أرقام مسجلة، بعد نوفمبر 1962 و2010.
وشهد الشهر موجتين حراريتين طويلتين، الأولى في بدايته والثانية بعد منتصف الشهر، حيث تم تسجيل أرقام قياسية غير مسبوقة بالنسبة لتوقيت حدوثها في العام.

أمطار شديدة مع شذوذ كبير في التوزيع الجغرافي

شهد نوفمبر 2025 ثلاث حالات أمطار رئيسية، منها فترة مطرية امتدت ليومين إلى ثلاثة في منتصف الشهر، بالإضافة إلى حدثين قصيرين في أواخر الشهر. رغم أن كميات الأمطار الإجمالية على المستوى القومي كانت قريبة من المعدل السنوي، إلا أن التوزيع كان متباينًا للغاية بين المناطق.
وفي اثنين من أحداث الأمطار، سُجلت كميات وأعاصير مطرية غير مسبوقة، حيث هطلت كميات كبيرة من الأمطار خلال فترات قصيرة، مما أدى إلى فيضانات محلية.

عبد الله خطبا: "إنذار شديد ونقوس خطر كبيرة"

وفي مقابلة خاصة على راديو الناس، أكد د. عبدالله خطبا، مدير مركز الناصرة لعلوم وتكنولوجيا الفضاء، أن شهر نوفمبر من عام 2025 يُعدّ من أكثر أشهر نوفمبر حرارةً منذ أكثر من سبعين عامًا، مشيرًا إلى أن ما نشهده اليوم من ارتفاع درجات الحرارة وحالات الطقس المتطرفة ليس مجرد ظاهرة عابرة بل "إنذار شديد ونقوس خطر كبيرة".
عبد الله خطبا: "إنذار شديد ونقوس خطر كبيرة"
غرفة الأخبار مع عفاف شيني
04:49
وقال د. خطبا: "عندما نتحدث عن شهر نوفمبر، نحن لا نتحدث عن شهر عادي، بل عن شهر كان قبل خمسة آلاف سنة يُعتبر من أبرد الأشهر في السنة. هذا التطور السريع في ارتفاع درجات الحرارة خلال سنوات قليلة يشكل تحذيرًا جديًا لكل الدول."
وأضاف: "أصبح موضوع الاحتباس الحراري ليس مجرد جدل، بل واقع نعيشه جميعًا. للأسف، حالة الطقس تتدهور بسرعة كبيرة، أسرع مما كان متوقعًا. ما كان من المفترض أن يحدث على المدى البعيد أصبح يحدث الآن، حتى أننا نلاحظ اختفاء الفصول الانتقالية، مثل الخريف والربيع، ليصبح لدينا فقط فصلان، وهذا خطر كبير جدًا على الأمن الغذائي والزراعة."
وأشار إلى التأثيرات المباشرة على المزروعات قائلاً: "المحاصيل مثل القمح والخضروات والفواكه تعتمد على مناخ مستقر، والتغيرات السريعة تهدد إنتاجيتها وسلامة الغذاء."
وحول التوقعات المستقبلية، أضاف: "الفترة التي شهدنا فيها توقفًا نسبيًا بسبب جائحة كورونا أعطتنا بارقة أمل بأن كوكب الأرض قادر على إصلاح نفسه إذا ما اتخذت الإجراءات اللازمة، مثل تقليل الطيران وخفض الانبعاثات. لكن الواقع الحالي يُظهر أن الحكومات لم تنفذ هذه الخطوات بشكل فعّال، وما زلنا نرى ارتفاعًا في الانبعاثات."
وتابع: "الاستثمارات في العالم تركز حاليًا على التسلح بدلاً من مواجهة التغير المناخي، مما يجعل الصورة قاتمة للغاية للمستقبل."
وحول تأثير التغيرات المناخية على الأمطار، أوضح د. خطبا: "نشهد تغيرات كبيرة في توزيع الأمطار؛ بعض المناطق التي لم تكن معتادة على المطر تشهد أمطارًا غزيرة ومفاجئة، بينما مناطق أخرى مثل بلادنا تتعرض لفترات جفاف طويلة، مع هطول أمطار غزيرة جدًا في بعض المنخفضات تليها انقطاعات طويلة، مما يسبب أضرارًا كبيرة."
وأكد أن هذه الظواهر ستتفاقم ما لم يكن هناك تدخل حقيقي قائلاً: "كلما لم نتحرك بشكل جدي، سيكون الوضع أسوأ عامًا بعد عام. للأسف، لا توجد إجراءات حاسمة في الوقت الحالي." وأردف: "رأينا مناطق مثل إسكندنافيا التي بدأت باستخدام مكيفات هواء في الصيف لأول مرة، ودول الخليج التي شهدت أمطارًا غير معتادة بكميات هائلة أدت إلى فيضانات."

تحذير من فيضانات متوقعة في النقب والعقبة

وحذرت دائرة الأرصاد من خطر حدوث فيضانات في مجاري الأودية في مناطق النقب والعقبة خلال عطلة نهاية الأسبوع. ومن المتوقع أن تتركز الأمطار في جنوب البلاد، خصوصًا في النقب والعقبة الجنوبية، مع هطول أمطار خفيفة في وسط وشمال البلاد ولكن بكميات أقل.
وتشير التقديرات الأولية إلى احتمال حدوث عاصفة مطرية كبيرة في منتصف الأسبوع القادم، إلا أن التوقعات لا تزال بعيدة ويُطلب من الجمهور متابعة التحديثات اليومية. للتفاصيل الكاملة: حالة الطقس: ارتفاع على درجات الحرارة، وأمطار متوقعة في هذه الأيام
في السياق:
First published: 12:08, 03.12.25