عامان على السابع من أكتوبر | من إكسال إلى الجنوب ،مسعف ضحّى بنفسه من أجل الآخرين

من بلدة إكسال إلى الجنوب، حمل حقيبته ليطبّب الجرحى فسقط بينهم ضحية للواجب الإنساني. عائلته تستعيد ذكراه برسالة سلام واحترام تتجاوز الألم والانقسام.

1 عرض المعرض
المسعف عوض دراوشة
المسعف عوض دراوشة
المسعف عوض دراوشة
(وفق البند 27 ا لقانون حقوق النشر 2007)
رغم مرور عامين على هجمات السابع من أكتوبر، ما زال وجع الفقد حاضرًا في البلدات العربية، حيث فقد العشرات من المواطنين العرب حياتهم في تلك الأحداث، بعضهم أُقحم في الحرب دون أن يكون طرفًا فيها. من بين أبرز هؤلاء، المسعف الشاب عوض دراوشة من بلدة إكسال، الذي قُتل أثناء تأدية واجبه الإنساني في منطقة الجنوب، بينما كان يحاول إنقاذ المصابين وسط الهجوم.
ميسم شقيقة المسعف عوض دراوشة: "راح ليساعد الناس وما رجع"
غرفة الأخبار مع عفاف شيني
10:01
"كان يسعى للحياة لا للموت" ميسم دراوشة أبو واصل، شقيقة الراحل، استعادت في مقابلة خاصة لراديو الناس صباح يوم الذكرى الثانية تلك اللحظات التي غيّرت حياة عائلتها إلى الأبد. تقول ميسم بصوت يغلب عليه التأثر:"عوض لم يكن يفكر بنفسه، بل في الآخرين. رغم الخطر، أصرّ على البقاء في موقعه لمساعدة الجرحى. قال لرفيقه: اذهب أنت، أنا هنا لأساعد." وأضافت:"كان مليئًا بالحياة، بابتسامته وحبّه للناس. كان أخًا وصديقًا وملجأً لنا جميعًا. الفقد كبير، لكنه ترك أثرًا لا يُمحى."
"رسالة إنسانية تتجاوز الحدود" تؤكد ميسم أنّ عائلتها تسعى منذ رحيله إلى الحفاظ على رسالته الإنسانية التي حملها في حياته."كان يؤمن بأننا جميعًا بشر، مهما اختلفت دياناتنا أو هوياتنا. كان يرى في مهنته رسالة سلام قبل أن تكون وظيفة. لذلك نحرص اليوم على نشر ما كان يدعو إليه: التقبّل، والاحترام، ومساعدة الآخرين دون تمييز." وتضيف أنّ مؤسسات طبية وإنسانية عديدة أقامت فعاليات تكريمية تخليدًا لذكراه، منها دورات إسعاف مجانيّة ومبادرات تطوّعية "لروح عوض"، مؤكدة أن ما زرعه من خير “ما زال يُثمر رغم رحيله”.
بين الحزن والأمل رغم الألم الذي لم يغب عن العائلة، تقول ميسم إنهم اختاروا أن يجعلوا من ذكرى أخيهم منبرًا لنشر الأمل بدل الكراهية.
"لا نريد الانتقام، نريد السلام. نؤمن أن رسالته يجب أن تستمر، لأن الخير لا يموت. سنظل نحمل اسمه بما قدّمه من إنسانية."
وتختم بالقول:"عوض لم يكن ضحية حرب فقط، بل شاهدًا على إنسانيتها المفقودة."