في حدث استثنائي يبعث على الفخر والاعتزاز الذي يُضاهى به الأمم، وخاصة في ظل الظروف الاستثنائية التي تخيّم على المجتمع العربي، احتفلت مدينة عرّابة بنجاح أربعة أشقاء من عائلة كناعنة بامتحانات الطب والتمريض في آن واحد، وهم: محمد، سامي، وعد، وعدن كناعنة. هذا الإنجاز غير المسبوق لفت الأنظار وأثار الإعجاب داخل المجتمع العربي، لما يجسّده من مثابرة وتكاتف أسري نادر، بل وأيضا كقصة نجاح تعكس وجه المجتمع العربي المشرّف في الوقت الذي تسعى الجريمة إلى تلويثه.
عرّابة تحتفل بإنجاز فريد: أربعة أشقاء - توأمان - يتخرّجون معًا في مجال الطب
غرفة الأخبار مع عفاف شيني
06:31
وفي حديث خاص لراديو الناس، عبّر والد الأطباء الأربعة، محمود كناعنة (أبو محمد)، عن سعادته وفخره قائلاً: «الدعم في بيتنا لم يكن ماديًا فقط، بل نفسيًا بالدرجة الأولى. كنت أقول لهم دائمًا: جربوا، افشلوا، لا مشكلة، المهم أن تحاولوا. كنا نؤمن أن البيت هو المكان الذي يعيد إليهم القوة من جديد».
وأشار كناعنة إلى أن الحياة داخل منزل يضم أربعة طلاب طب لم تكن سهلة، موضحًا أنه «عادةً عندما يكون في العائلة طالب طب واحد، يتجنّد الجميع لدعمه وتوفير الهدوء له، فما بالك بأربعة في آن واحد! لكننا كنا نستمتع بتجاربهم ونقاشاتهم العلمية في الطب والأبحاث، وكانت النقاشات بينهم بناءة وممتعة».
وأوضح أن النقاشات بين الأبناء كانت دائمًا في إطار علمي إيجابي، قائلاً: «لم تكن هناك خلافات حقيقية بينهم، فقط جدالات علمية حول مواضيع تخص دراستهم، وكنا نفرح ونحن نستمع لهم. كانت أجواء جميلة ومليئة بالحيوية».
وعن شخصيات أبنائه الأربعة، قال والدهم إن بينهم «تشابهًا كبيرًا في الطباع والتفكير»، مضيفًا: «رغم أنهم توأم، إلا أن لكل واحد منهم طابعه الخاص، لكن بينهم تواصل روحي جميل، وتفاهم عميق يجعلهم دائمًا متفقين في النهاية مهما اختلفوا».
وتابع بفخر: «الحياة لم تكن سهلة في البداية، لكن اليوم نحصد ثمرة هذا التعب، وهذا الإنجاز هو فرحتنا الكبرى».
وحول نواياهم في التخصصات الطبية المستقبلية، كشف كناعنة أن «اثنين من الأبناء يميلان إلى تخصص طب العيون، بينما أحدهم يفكر في التخصص في مجال التجميل، فيما لا يزال الآخر يحدّد وجهته». وأضاف: «أنا لا أتدخل في اختياراتهم، فكل واحد يختار حسب ميوله ورغبته. الإنسان عندما يدخل مجالًا يحبه، يكون النجاح حليفه بلا شك».
وفي ختام حديثه، وجّه رسالة تقدير لكل من ساهم في دعم أبنائه، قائلًا: «الدور الأكبر كان للعائلة، للأم وللأصدقاء، ولكل من وقف بجانبهم في رحلتهم الطويلة. الحمد لله، هذا الإنجاز هو فخر لنا جميعًا».