تلقت عائلات بعض المختطفين الإسرائيليين في الأيام الأخيرة رسائل وُصفت بأنها متفائلة بشكل خاص من مسؤولين ضالعين في المفاوضات الجارية حول صفقة تبادل محتملة. الرئيس الإسرائيلي يتسحاق هرتسوغ بادر بالاتصال بالعائلات خلال فترة الأعياد، وأعرب عن أمله أن تؤدي التطورات في نيويورك – خصوصًا بعد لقاءات نتنياهو مع قادة دول عربية ومبادرة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب – إلى نتائج ملموسة. هرتسوغ قال: "أمور تحدث بالفعل. إذا لم تتدخل قوى لتعطيلها، نحن نسير نحو صفقة شاملة ونهاية للحرب. هناك عمل جاد للغاية يُبذل خلف الكواليس."
وعود مبعوث البيت الأبيض
التفاؤل الرئاسي انسجم مع ما أكده مبعوث البيت الأبيض ستيف وويتكوف، الذي التقى العائلات وقال لهم: "نحن على أعتاب اختراق حقيقي. ستكون هناك أخبار سارة خلال أيام."
مصادر سياسية مطّلعة أوضحت أن هناك تقدمًا على المستويين العسكري والدبلوماسي يتيح الانتقال إلى مرحلة جديدة من المفاوضات، مشيرة إلى أن تطورات إيجابية متوقعة بعد عودة نتنياهو من زيارته للولايات المتحدة.
ترامب: "نقترب من صفقة"
بعد دقائق من انتهاء خطاب نتنياهو أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة، أدلى الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بتصريحات للصحفيين، أكد فيها أن التوصل إلى صفقة بات قريبًا. وقال: "يبدو أننا نتجه نحو اتفاق بشأن غزة. أعتقد أننا سنعيد المختطفين في إطار صفقة ستضع حدًا للحرب."
ترامب كان قد صرّح في وقت سابق، خلال لقائه الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، بأن المفاوضات في مراحل متقدمة: "نحن قريبون من صفقة، يجب أن نعيد المختطفين. عليّ أن أجتمع مع الإسرائيليين، فهم يعرفون ما أريده."
الضغوط الأمريكية على نتنياهو
بحسب تقارير إعلامية، يمارس البيت الأبيض ضغوطًا متزايدة على نتنياهو من أجل قبول خطة ترامب لإنهاء الحرب في غزة. مصادر مطّلعة أكدت أن واشنطن ترى في استمرار الحرب تهديدًا لعلاقات إسرائيل الدولية وزيادة في عزلتها، بينما القبول بالخطة الأمريكية سيوفر لها مخرجًا من هذا الوضع مع ضمان دعم أمريكي للمسار السياسي الجديد.
يوم أمس اجتمع نتنياهو مع المبعوث الأمريكي ستيف وويتكوف وصهر الرئيس ترامب، جاريد كوشنر، حيث بحثوا تفاصيل الخطة الأمريكية، في محاولة إسرائيلية للتأثير على بنودها قبل اللقاء المرتقب بين نتنياهو وترامب يوم الاثنين المقبل.
تتضافر التصريحات المتفائلة من القيادة الإسرائيلية والأمريكية لتشكّل مناخًا يوحي باقتراب انفراجة في ملف الأسرى والحرب على غزة. ومع ذلك، تبقى النتائج رهينة المفاوضات والقدرة على تجاوز العقبات السياسية والأمنية، في ظل ضغوط داخلية على نتنياهو من جهة، ورغبة أمريكية في إنهاء الحرب وإعادة الاستقرار للمنطقة من جهة أخرى.


