أعلنت إيران، مساء اليوم (الإثنين)، عن ارتفاع حصيلة القتلى جراء الانفجار الضخم الذي وقع أول أمس في ميناء استراتيجي بمدينة بندر عباس جنوبي البلاد، من 46 إلى 65 قتيلا، مع تسجيل أكثر من ألف مصاب.
ولا تزال السلطات الإيرانية تتجنب الكشف رسميًا عن سبب الانفجار، لكن تقارير محلية رجّحت أن يكون مرتبطًا باشتعال مواد كيميائية تم استيرادها من الصين لاستخدامها في تصنيع وقود صلب للصواريخ الباليستية.
دمار واسع
ونشرت وكالة "أسوشييتد برس" اليوم صورًا التقطتها شركة "بلانيت لابز" عبر الأقمار الصناعية، أظهرت حجم الدمار الواسع في ميناء "الشهيد رجائي".
وتُظهر الصور مبنى كبيرًا دُمّر بالكامل قرب حاويات الشحن، مع وجود حفرتين قطر كل منهما نحو 50 مترًا.
استهداف أم إهمال؟
وفي حين اتهم سياسيون إيرانيون إسرائيل بالضلوع في الحادث، نفى مصدر إسرائيلي أي علاقة، كما لم توجه طهران رسميًا أي اتهام.
واعتبر وزير الداخلية الإيراني، أسكنر مؤمني، أن الانفجار ناجم على الأرجح عن "الإهمال وعدم الالتزام بإجراءات السلامة"، مؤكدا استدعاء عدد من المسؤولين في إطار التحقيقات.
وأشار إلى أن أحد الإخفاقات تمثل في تخزين المواد بشكل مخالف للوائح.
موجة صدمة امتدت لعدة كيلومترات
يذكر أن الانفجار وقع قرابة الساعة 12 ظهرًا بالتوقيت المحلي، وظلت النيران مشتعلة لأكثر من يومين حتى أعلنت وكالة "تسنيم" مساء اليوم السيطرة الكاملة عليها، مع استمرار عمليات البحث عن ضحايا إضافيين.
ويُعد الميناء الذي شهد الانفجار، ميناء "الشهيد رجائي"، الأكبر تجاريًا في إيران، ونقلًا عن تقارير محلية فقد ألحق الانفجار أضرارًا بمبانٍ قريبة وتسبب بموجة صدمة امتدت لعدة كيلومترات.
وتظهر تسجيلات مصورة تصاعد سحابة دخان برتقالية قبل اندلاع كرة نارية ضخمة.
مواد عسكرية
وتشير تقارير غربية إلى أن الميناء استقبل في الأشهر الأخيرة شحنات من مادة "صوديوم بيركلورات"، وهي مادة أساسية لإنتاج وقود الصواريخ الصلب.
وأكد مصدر مقرب من الحرس الثوري لصحيفة "نيويورك تايمز" أن هذه المادة تسببت بالانفجار، رغم نفي وزارة الدفاع الإيرانية وجود أي "مواد عسكرية" في الموقع، معتبرة التقارير الإعلامية "حملة نفسية معادية".
ويأتي الانفجار في ظل انعقاد الجولة الثالثة من المحادثات النووية بين إيران والولايات المتحدة، ما أثار موجة من التساؤلات حول احتمال وقوع عمل تخريبي، وسط غياب رواية رسمية حول أسباب الإنفجار.
شريان حيوي للاقتصاد الإيراني
ويقع ميناء "الشهيد رجائي" في بندر عباس على الساحل الشمالي لمضيق هرمز، الذي يمر عبره 20% من تجارة النفط العالمية.
ويُشكل الميناء شريانًا حيويًا لاقتصاد إيران، إذ يمر عبره نحو 70% من السلع التجارية للبلاد، بمعدل 80 مليون طن سنويًا.
ويضم الميناء منشآت نفطية وبتروكيميائية، وكان قد تعرض في عام 2020 لهجوم إلكتروني نسب حينها لإسرائيل.