وضعت مجلة New York Magazine الحرب في غزة على غلاف عددها الجديد، مخصصةً تقريرًا موسّعًا من 10,000 كلمة للكاتبة سوزي هانسن، تتهم فيه إسرائيل بارتكاب مئات، بل آلاف، من جرائم الحرب في القطاع، بمساعدة إدارات أميركية متعاقبة.
حملة إسرائيل "ليست حربًا بل تدمير منهجي"
وكتبت هانسن أن "مصطلح جريمة حرب لا يصف ما يجري بدقة، لأنه يوحي بأن هناك حربًا تُرتكب فيها مخالفات. غزة شيء مختلف: عدد الجرائم لا يُحصى، وهي ليست حربًا بقدر ما هي قصف مستمر من طرف واحد للآخر". وأشارت إلى أن إسرائيل، بدعم أميركي، "كسرت ليس فقط غزة بل أسس القانون الإنساني الدولي".
انتقادات داخلية ودور أميركي مقلق
وأوضح التقرير أن الاتهامات بارتكاب إسرائيل جرائم حرب تصاعدت منذ بداية المرحلة الجديدة من الحرب في مارس 2024، وصولًا إلى تصريحات ناقدة من شخصيات مثل رئيس الوزراء الأسبق إيهود أولمرت والناطق السابق باسم الخارجية الأميركية ماثيو ميلر. كما يسلط الضوء على دور الولايات المتحدة في توفير التغطية السياسية والدعم العسكري لإسرائيل، وعلى مساهمتها في التأسيس لنهج مماثل من خلال "الحرب على الإرهاب" بعد أحداث 11 أيلول.
انهيار القانون الدولي
وتضيف المجلة أن انهيار الالتزام العالمي بالقانون الإنساني يجعل العالم أكثر "وحشية وخطورة"، وأن حكومات مثل إدارة بايدن فقدت "القدرة على إدراك خطورة الحياة" بسبب الحسابات السياسية والوظيفية. وصرّحت الكاتبة بأنها فوجئت بصعوبة إثبات الجرائم قانونيًا، وبأن "المعاناة في غزة دائمًا أسوأ مما نتخيله أو نتذكره".
قال رئيس تحرير المجلة، ديفيد هاسكل، إن التقرير "يُجبرنا على النظر إلى حجم المعاناة الإنسانية التي تسببت بها حكومة نتنياهو، بدعم من إدارات بايدن وترامب"، معتبرًا أن الإطار القانوني الدولي المنبثق من محاكمات نورمبرغ وطوكيو "ينهار سريعًا"، ما يجعل المستقبل أكثر ظلمة.