في إطار حملة وطنية متصاعدة للحدّ من تلوث الطرقات والفضاءات العامة، أعلنت الشرطة الإسرائيلية ووزارة حماية البيئة عن تشديد كبير في عمليات الإنفاذ ضد السائقين الذين يلقون نفايات من نوافذ المركبات، سواء كانت أعقاب سجائر، أكواب قهوة، علب مشروبات، مخلّفات طعام أو قشور بذور.
وبحسب الجهات المسؤولة، فإن المخالفين لا يواجهون غرامات فحسب، بل أيضًا إجراءات جنائية قد تتضمن تقديم لائحة اتهام وإلزام السائق بالمثول أمام المحكمة.
غرامات بمبالغ مرتفعة: "لا أحد فوق القانون"
مسؤول كبير في الشرطة أكّد أن الهدف من تشديد الإجراءات هو وقف ظاهرة التلوث الناتجة عن السائقين، موضحًا:"السائقون يعتقدون أن ما يفعلونه غير مهم (مجرد سيجارة أو كوب قهوة) لكن هذه المخالفات تضر بالبيئة، وقد تتسبب بحرائق، وتشوه المشهد العام".
وبناءً على أحكام قضائية حديثة، جاءت قائمة الغرامات على النحو التالي:
- إلقاء عقب سيجارة أو سيجارة مشتعلة: 2,000–3,000 شيكل
- إلقاء كوب قهوة أو زجاجة مشروب: 2,500 شيكل
- إلقاء علكة: نحو 3,000 شيكل
- إلقاء قشور البذور والمكسّرات: 3,000–4,000 شيكل
ووفقًا للشرطة، تشكل قشور البذور وبشكل خاص قشور دوار الشمس إحدى أكثر المخالفات شيوعًا على الطرقات.
أمثلة من الميدان: المحكمة لا تتساهل
تشير المعطيات إلى أن الجهات الرقابية لا تكتفي بتحرير المخالفات، بل تقوم في كثير من الحالات بتوثيق السلوك وملاحقة المخالفين قضائيًا:
في بئر السبع: تمت إدانة سائق من كريات غات بعد أن ألقت سيجارة مشتعلة من النافذة أمام شرطية كانت تفحص رخصته. السائق فُرض عليه غرامة 2,500 شيكل إضافة إلى تكاليف المحكمة.
في جنوب البلاد: وثّق "أمين نظافة" بالتعاون مع شرطي قيام سائق برمي كوب قهوة من نافذة السيارة. المحكمة فرضت عليه غرامة 2,500 شيكل.
سائقة أخرى أُلقي القبض عليها بعد رمي علكة من سيارتها، وتلقت غرامة 3,000 شيكل.
ويضيف مصدر شرطي: "هناك سائقون يلقون أكياسًا كاملة من قشور البذور. هذه المخالفات قد تصل غراماتها إلى 4,000 شيكل".
استخدام الكاميرات والشرطة السرية
تؤكد الشرطة ووزارة حماية البيئة أن الحملة ستتواصل بوتيرة أعلى خلال الأسابيع المقبلة، من خلال:
- كاميرات مراقبة على الطرقات
- متطوعي "نُوّاب النظافة"
- دوريات سرية
- توثيق مباشر من قبل رجال الشرطة
وتحذر الجهات المسؤولة:"من يظن أن لا أحد يراه، يخطئ خطأً كبيرًا. الرصد مستمر، والغرامات ستكون مؤلمة لجميع المخالفين".
مع ازدياد التلوث البصري والمخاطر البيئية الناجمة عن رمي النفايات من المركبات، تبدو السلطات عازمة على فرض الانضباط عبر عقوبات صارمة، في محاولة للحد من الظاهرة والحفاظ على نظافة الطرقات وسلامة الجمهور.
وتبعث الرسالة الأساسية للحملة بوضوح: "نظافة البيئة مسؤولية الجميع، والغرامة ليست سوى البداية لمن يستهين بالقانون."


