من طابا إلى شرم الشيخ: ممر هروب غير رسمي للمسافرين في زمن الحرب

الرحلة التي باتت تُعرف بمسار "الهروب عبر سيناء"، تشمل عبورًا بريًا مرهقًا ومليئًا بالتأخير والتفتيشات الأمنية، لكنها تُعد اليوم خيارًا فعالًا لمن لا يجدون مقعدًا في رحلات الإجلاء الرسمية أو يتطلعون لمغادرة إسرائيل لأسباب شخصية أو مهنية 

2 عرض المعرض
عالقون على معبر طابا
عالقون على معبر طابا
عالقون على معبر طابا
(Flash90)
في ظل التوتر الأمني وقيود الطيران إثر الحرب مع إيران، يتزايد عدد الإسرائيليين الذين يختارون طريقًا غير معتاد لمغادرة البلاد او العودة منها، وذلك عبر معبر طابا الحدودي إلى سيناء، ومن هناك إلى مطار شرم الشيخ الدولي، رغم التحذيرات الصادرة عن مجلس الأمن القومي بعدم التوجه إلى مصر وسيناء. مسار الهروب الرحلة التي باتت تُعرف بمسار "الهروب عبر سيناء"، تشمل عبورًا بريًا مرهقًا ومليئًا بالتأخير والتفتيشات الأمنية، لكنها تُعد اليوم خيارًا فعالًا لمن لا يجدون مقعدًا في رحلات الإجلاء الرسمية أو يتطلعون لمغادرة إسرائيل لأسباب شخصية أو مهنية.
رحلة محفوفة بالمخاطر لكنها ممكنة أحد المواطنات من البلاد والتي تعيش في غرب أوروبا قالت: "كنت خائفة في البداية، لكن بمجرد عبوري إلى سيناء، شعرت بالراحة. لم أواجه أي مضايقات، بل وجدت تعاملًا محترمًا من الشرطة والمطار وحتى الفندق".
2 عرض المعرض
معبر طابا الحدود
معبر طابا الحدود
معبر طابا الحدود
(Flash90)
وتضيف: "رغم أنني كنت أحمل جواز السفر الإسرائيلي طوال الوقت، لم يلتفت أحد لذلك. بالعكس، السائق الذي أقلّني من طابا إلى شرم الشيخ طمأنني قائلًا إن ’سيناء ليست كغيرها من مصر‘". بدورها، كتبت مواطنة أخرى، التي سلكت المسار ذاته، منشورًا على فيسبوك تحدثت فيه عن تجربة "مرهقة ولكن آمنة"، وقالت إنها اضطرت للمبيت في القاهرة بعد تأخر في رحلة المتابعة، مشددة على أنها لا توصي بهذا الطريق لحاملي الجواز الإسرائيلي فقط، واصفة الشعور هناك بـ"غير المريح".
مغامرة يشاركها السياح أيضًا ولم يقتصر استخدام هذا المسار على الإسرائيليين فقط، إذ انضم إليه أيضًا عشرات السياح الأجانب العالقين في إسرائيل. من بينهم زوجان هولنديان قالا إن رحلتهما إلى إسرائيل لم تنته كما خُطط لها، لكنهما يعتزمان العودة مستقبلًا: "رغم كل شيء، أحببنا البلد والناس، وسنعود في الخريف المقبل".
إرشادات غير رسمية تنتشر عبر الشبكات على مواقع التواصل الاجتماعي، باتت تنتشر منشورات إرشادية غير رسمية عن كيفية عبور الحدود والوصول إلى شرم الشيخ، بدءًا من استئجار سيارة وحتى تحديد المسارات الأقل ازدحامًا ونصائح حول التعامل مع موظفي المعابر.
توجه يتعارض مع التحذيرات الأمنية ويأتي ذلك رغم تحذير مجلس الأمن القومي الإسرائيلي من التواجد في مصر وسيناء بسبب المخاطر الأمنية، الأمر الذي لم يردع مئات من اختيار هذه الوجهة كمنفذ سفر بديل. بالموازاة، تستمر عمليات الإجلاء المنظمة، حيث غادرت أمس مئات الشبان الأمريكيين ضمن برنامج "تَجليت" عبر سفينة من ميناء أشدود إلى قبرص، ومن هناك بطائرات إلى الولايات المتحدة.
رغبة بالمغادرة-ولو بطريق طويلة رغم التهديدات، تشير الشهادات إلى أن القلق داخل إسرائيل هو ما يدفع الكثيرين للمخاطرة والسفر عبر هذا المسار، الذي وإن بدا شاقًا، إلا أنه يمثل بارقة أمل للباحثين عن طريق للخروج. وكما تقول سونيا: "شعرت أن الخطر في تل أبيب كان أكبر من الخروج في سيارة إلى مطار شرم".