عبّر رئيس القائمة العربية الموحدة، د. منصور عباس، عن خشيته من محاولات توظيف أجهزة إنفاذ القانون سياسيًا، محذرًا من مخطط ثلاثي المراحل يستهدف الحركة الإسلامية والقائمة الموحدة قبل الانتخابات المقبلة.
وقال د. عباس في حديث لبرنامج "ستوديو المساء" مع أمير الخطيب، إن رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو يسعى إلى نزع الشرعية السياسية عن القائمة العربية الموحدة عبر استخدام الشاباك والشرطة والمستشارة القضائية "كأدوات سياسية"، بهدف منعها من لعب دور مؤثر في تشكيل حكومة بديلة.
مخطط من 3 خطوات
وأوضح أن هذا المخطط يقوم على ثلاث خطوات: استهداف جمعيات الحركة الإسلامية للحصول على "صورة متهمين"، ثم دفع نحو تصنيف الحركة الإسلامية خارج القانون عبر تعريفها دوليًا بأنها تنتمي إلى الإخوان المسلمين، وأخيرًا العمل على شطب القائمة الموحدة خلال الانتخابات.
منصور عباس: هدف نتنياهو هو نزع الشرعية عن الموحدة لكي لا تقوم بدورها السياسي
ستوديو المساء مع أمير الخطيب
13:24
وأشار إلى أنه حتى الآن لا توجد تحقيقات جنائية أو إجراءات رسمية ضد الجمعيات، وأن العلاقة مع مسجل الجمعيات تجري وفق القانون وتقديم كل المستندات المطلوبة، مشيرا إلى أن المشكلة سياسية وليست قانونية، وأن نتنياهو يستخدم أدوات الدولة لإنتاج صورة "قضية" ضد مواضيع عربية.
نتنياهو وبن غفير في نفس الاتجاه
وانتقد رئيس القائمة العربية الموحدة استخدام وزير الأمن القومي إيتمار بن غفير للشرطة "لاستعراض القوة ضد المجتمع العربي"، معتبرًا أن محاولة نتنياهو جاءت في الاتجاه نفسه. وطالب الأجهزة الأمنية والقانونية بالالتزام بالقانون وعدم التحول إلى أدوات بيد السياسيين، قائلًا إن مسؤوليتها هي حماية "الأجسام القانونية والأحزاب" وليس ملاحقتها.
وبشأن تصريحات رئيس المعارضة يائير لبيد، الذي قال إن المجتمع الإسرائيلي "لا يقبل حكومة تستند إلى أصوات العرب"، قلّل د. عباس من أهميتها، مؤكدًا أن القاعدة الانتخابية هي التي تحدد موقع وتأثير الموحدة، وأن الدراسات تشير إلى دعم شريحة واسعة في المعارضة لشراكة سياسية مع القائمة. وشدّد على أن قوة الموحدة تأتي من تصويت الجمهور العربي وليس من مواقف الأحزاب اليهودية.
وقال إن المزاج العام داخل المجتمع العربي يظهر "احتضانًا واسعًا" للموحدة في مواجهة الهجوم السياسي، مؤكدًا وجود تنسيق مباشر بينه وبين رئيس لجنة المتابعة د. جمال زحالقة، واتفاق على خطوات مشتركة لمعالجة التطورات المتوقعة.
استهداف تدريجي
وأوضح أن المخطط الإسرائيلي، كما يراه، لن يتوقف عند الجمعيات، بل يتدرج نحو تصعيد دولي وإسرائيلي ضد الحركة الإسلامية، وصولًا إلى محاولة منع الموحدة من خوض الانتخابات. وأضاف أن على إسرائيل أن تختبر نفسها في مدى احترامها للنظام الديمقراطي وعدم السماح لأحزاب حكومية بالتعدي على أحزاب أخرى.
وعن إمكانية خوض الانتخابات المقبلة في قائمة عربية موحدة، قال د. عباس إن ذلك خيار يحتاج إلى دراسة، لكن التجربة أثبتت أن الشطب قد يُطرح بغضّ النظر عن عدد القوائم. وأكد أن الموحدة لا تزال تتمسك بموقفها الداعي إلى قائمة واحدة أو قائمتين باتفاق سياسي شامل، مع تنسيق كامل قبل وبعد الانتخابات، واتفاق فائض أصوات، ومبدأ تعاون استراتيجي يضمن إدارة سليمة للمشهد السياسي سواء كانت الموحدة في الائتلاف أو المعارضة.
ودعا عباس إلى وحدة عربية "جوهرية لا شكلية"، تقوم على تنسيق وتكامل بين الأحزاب العربية ولجنة رؤساء السلطات المحلية لمعالجة قضايا العنف والجريمة والتمييز، مشيرًا إلى حوادث استعراض القوة من قبل بن غفير في النقب كمثال على "العدوانية الحكومية" تجاه المواطنين العرب.


