حظيت التطورات الأخيرة المتعلقة بصفقة الإفراج عن المختطفين وخطة إنهاء الحرب في غزة بتغطية واسعة في وسائل الإعلام الدولية، التي ركزت على ردّ حركة حماس المشروط على خطة الرئيس الأميركي دونالد ترامب، وعلى غضب الأخير من الهجوم الإسرائيلي في قطر الذي وُصف بأنه "استفزازي"، وأثار توترًا بين الجانبين الأميركي والإسرائيلي.
الإعلام الأميركي: خطة سلام محفوفة بالشكوك
قناة CNN عنونت تقاريرها بـ “إسرائيل وحماس تلمّحان إلى استعدادهما لتطبيق خطة ترامب للسلام في غزة”، مشيرة إلى أن الجانبين أبديا استعدادًا لتنفيذ المرحلة الأولى من الخطة، وهو ما قد يشكل "اختراقًا محتملاً بعد أشهر من المفاوضات الفاشلة".
لكن الشبكة لفتت إلى أن اتفاق وقف إطلاق النار “ما زال بعيدًا عن اليقين”، رغم الضغط الذي تمارسه قطر ومصر وتركيا على حماس للقبول الكامل بالمقترح الأميركي.
وفي المقابل، خصصت صحيفة نيويورك تايمز تغطية موسعة للحدث، ركزت فيها على غضب ترامب من “الهجوم الإسرائيلي الوقح في قطر”، ووصفت العملية بأنها “استفزاز مذهل” من شأنه أن يُفجّر فرص وقف إطلاق النار.
ونقلت الصحيفة عن مسؤولين أن الهجوم أغضب الإدارة الأميركية ودفع ترامب ومستشاريه إلى الضغط على نتنياهو لتأييد إنهاء الحرب، بعد أشهر من التساهل الأميركي مع العمليات الإسرائيلية.
ومع ذلك، حذرت “نيويورك تايمز” من أن الطريق نحو الاتفاق النهائي لا يزال طويلاً، وأن ردّ حماس تجاهل قضايا جوهرية تتعلق بالمطالب الإسرائيلية ونزع سلاح الفصائل.
“واشنطن بوست”: موافقة بشروط قد تعرقل الصفقة
صحيفة واشنطن بوست وصفت موقف حماس بأنه “موافقة مشروطة” على خطة ترامب، موضحة أن شروط الحركة قد تؤخر أي اتفاق في المدى القريب وتعيق وقفًا فوريًا للقتال.
وأضافت الصحيفة أن ترامب أكد أن بنود الخطة “غير قابلة للتفاوض”، في حين تطالب حماس بتعديلات على بعض القضايا المركزية، الأمر الذي قد يفتح الباب أمام جولة جديدة من المفاوضات غير المضمونة.
BBC وSky News: ترامب يطالب بوقف القصف فورًا
شبكة BBC ركزت على دعوة ترامب لإسرائيل إلى وقف القصف على غزة فورًا، مشيرة إلى أن حماس وافقت على إطلاق سراح الرهائن، لكنها تجاهلت في ردها مسألة نزع السلاح التي تعدّ محورًا رئيسيًا في الخطة.
ورأت الشبكة البريطانية أن الردّ يمنح بعض الأمل لعائلات الرهائن في إسرائيل، لكنه لا يشكل بعدُ اتفاقًا فعليًا، فيما سيواصل الكابينيت الإسرائيلي دراسة التفاصيل لتقييم "مدى جدّية نوايا حماس".
أما Sky News فكتبت في عنوانها الرئيسي أن “حماس وافقت على إطلاق سراح الرهائن وعلى أجزاء من خطة السلام”، مضيفة أن الحركة طلبت إجراء مشاورات إضافية حول بعض بنود المقترح الأميركي.
“وول ستريت جورنال”: انقسام داخل حماس وتأثير محدود للقيادة الخارجية
صحيفة وول ستريت جورنال ركزت على الانقسام الداخلي داخل حركة حماس، مشيرة إلى أن قيادات الحركة في قطر – ومنهم خليل الحية – تميل إلى قبول الخطة الأميركية، بينما يرفض القادة في غزة تسليم السلاح أو الإفراج الكامل عن الأسرى.
ونقلت الصحيفة عن مصادر عربية مشاركة في جهود الوساطة أن حماس لم تتوصل بعد إلى اتفاق حول نزع السلاح أو شروط تبادل الرهائن، وهما بندان أساسيان في خطة ترامب.
كما كشفت الصحيفة أن قادة الجناح العسكري داخل القطاع يخشون من تمرّد بعض المقاتلين في حال تمّ النظر إلى الصفقة كـ"استسلام"، خصوصًا بعد الخسائر البشرية الكبيرة التي تكبّدتها الحركة خلال الحرب.
خلاصة المشهد الدولي
تُظهر التغطية العالمية أن إعلان ترامب الدراماتيكي فتح مرحلة جديدة من المداولات السياسية والإعلامية، وسط غضب أميركي من التصعيد الإسرائيلي وتردّد داخل حماس حيال شروط التنفيذ.
وبينما يصف بعض المحللين الخطة بأنها “أقرب فرصة واقعية لوقف الحرب منذ أشهر”، يرى آخرون أن الهوة العميقة بين الأطراف لا تزال تحول دون ولادة اتفاق فعلي قريب.