قال ياقوت خطيب، مهندس حواسيب وخبير أمن معلومات، خلال لقاءٍ على راديو الناس، إن ما اُعلن عن نشر رسائل إلكترونية واردة وصادرة من مركز طبي يُعتبر اختراقًا للمنظومة الصحية، حتى في حال ادعاء الجهات المعنية أن المحاولات "أُحْبِطت". وأضاف أن طبيعة المعلومات الصحية الحسّاسة في المستشفيات تجعل أي تسريب "أمرًا خطيرًا" لسلامة وخصوصية المرضى.
ياقوت خطيب: طبيعة المعلومات الصحية الحسّاسة في المستشفيات تجعل أي تسريب "أمرًا خطيرًا" لسلامة وخصوصية المرضى
المنتصف مع فرات نصار
04:24
وكانت وزارة الصحة الإسرائيلية وهيئة السايبر، قد أعلنت يوم أمس، عن إحباط محاولة هجوم سيبراني في مراحلها الأولى استهدفت مستشفى أساف هروفيه في مركز البلاد، ويُشتبه بأن مصدرها إيران. وبحسب الجهات المختصة، أدى الهجوم إلى تعطيل أنظمة طبية مركزية في المستشفى، من بينها نظام السجلات الطبية. وتحقق السلطات حاليًا في احتمال تسرّب معلومات شخصية وحساسة مرتبطة بالمرضى.
وأوضح خطيب أن الحديث هنا ليس عن اختراق حسابات شخصية على منصات تواصل، بل عن «مستوى حرب سيبرانية دولية»، مشيرًا إلى دلائل تُرجح أن مجموعة قراصنة من شرق أوروبا قد تكون وراء الهجوم المزعوم على المستشفى. ونفى أن يكون بالإمكان الجزم بحدوث تسريب أو بمن قام به من دون تحقيقات فنية دقيقة، لكنه أكد أن وجود إيميلات منشورة يُعدُّ دليلًا على اختراق أو محاولة اختراق فعلية.
وأشار الخبير إلى ارتفاع وتيرة الهجمات الإلكترونية على المنشآت الصحية، مستشهداً ببيانات تُنسب لشركة «تشيك بوينت» العالمية التي أشارت، بحسبه، إلى وقوع نحو ألفي محاولة هجوم أسبوعيًّا ضد مؤسسات صحية في إسرائيل — محاولات كثيرة لا يعني بالضرورة نجاحها جميعًا، لكنها تشكّل عبئًا كبيرًا على القطاع.
وحذّر خطيب من خطورة ما يُعرف بـ«فيروس الفدية» (ransomware)، موضحًا كيف يقوم هذا النوع من البرمجيات بتشفير ملفات النظام ويمنع الوصول إليها حتى يدفع المتأثرون ثمناً لفك التشفير. وأضاف أنّ مثل هذه الهجمات قد تُشلّ عمل المستشفيات وتعرّض بيانات المرضى ومعلومات علاجهم للخطر.
كنصيحة عملية، دعا ياقوت خطيب الأفراد والمؤسسات إلى الاهتمام بالنسخ الاحتياطية (backup) لجميع الملفات المهمة، سواء على مستوى الحواسيب الشخصية أو شبكات المؤسسات والمستشفيات، مشدداً على أن وجود نسخة احتياطية حديثة يقلّل الاعتماد على المخترقين ويمنع الحاجة لدفع مبالغ فدية لاستعادة البيانات.
ختامًا، أكد الخبير أن التحقيقات الفنية والمخابراتية ضرورية لتحديد جهات الهجوم ونطاق التسريب الحقيقي، داعيًا جهات الأمن والمؤسسات الصحية إلى تعزيز إجراءات الحماية، وتطبيق بروتوكولات أمنية متقدمة، وزيادة الوعي لدى العاملين لتقليل مخاطر الاختراق.