مقتل ناشطة اجتماعية بجريمة إطلاق نار في الطيرة يثير غضبًا واسعًا: "يريدون إسكات أصواتنا"

 تثير جريمة قتل سوزان عبد القادر بشارة مخاوف متزايدة من استهداف النساء الناشطات في المجتمع العربي ومحاولات إسكات الأصوات النسوية المطالبة بالكرامة والأمان

راديو الناس|
2 عرض المعرض
 ضحية الجريمة: سوزان عبد القادر بشارة
 ضحية الجريمة: سوزان عبد القادر بشارة
ضحية الجريمة: سوزان عبد القادر بشارة
(تُستخدم هذه الصورة بموجب البند 27 أ من قانون الحقوق الأدبية (2007))
أثارت جريمة مقتل الناشطة الاجتماعية سوزان عبد القادر بشارة في مدينة الطيرة مساء أمس موجة من الغضب والاستنكار، خاصة في أوساط الناشطات النسويات، نظرًا لنشاط الضحية الطويل في مواجهة العنف والجريمة ودعمها لحقوق النساء.
وأوضحت نائلة عواد، مديرة جمعية "نساء ضد العنف"، في حديث مع "راديو الناس"، أن مقتل سوزان ليس مجرد جريمة عابرة، بل رسالة تهديد صريحة تستهدف النساء اللواتي يرفعن أصواتهن ضد العنف، مؤكدة: "يحاولون إسكات أصواتنا المناهضة للجريمة والعنف، سواء كان ذلك على المستوى السياسي أو المجتمعي. من تجرؤ اليوم على المطالبة بحقها في العيش الكريم تصبح مهددة".
2 عرض المعرض
نائلة عواد، مديرة جمعية "نساء ضد العنف"
نائلة عواد، مديرة جمعية "نساء ضد العنف"
نائلة عواد، مديرة جمعية "نساء ضد العنف"
(تصوير شاشة)
الخوف والترهيب للناشطات: "نحن جميعًا مهددات"
عواد شددت على أن ما حدث لسوزان يجب أن يُفهم ضمن سياق أوسع من التخويف الممنهج للنساء الناشطات، قائلة: "ما يجري في المجتمع العربي يجري على النساء أيضًا، كل ناشطة تخرج إلى مظاهرة، أو تترشح لانتخابات محلية، قد ترى في هذه الجريمة رسالة تحذير". وأضافت أن محاولات الترهيب لم تقتصر على سوزان وحدها، بل طالت نساء أخريات ترشحن لعضوية سلطات محلية وتعرضن لضغوط من العائلة والمجتمع: "قالوا لهن: إذا ترشحتِ، فلن تكوني جزءًا من العائلة".
"لن نتنازل عن حقنا في العيش بكرامة"
وأعربت عواد عن غضبها من تغلغل العنف في المجتمع ومحاولة كتم الأصوات النسائية، مشيرة إلى أن "النسويات دائمًا ما يتعرضن لمحاولات تخوين وتهميش، وكأن صوتنا قادم من 'أفكار غربية' لا تنتمي لمجتمعنا". لكنها أكدت على مواصلة النضال، قائلة: "نحن مؤمنات بأن الدفاع عن حقوق النساء وكرامتهن هو واجبنا الوطني والمجتمعي، ولن نسمح لعالم الإجرام ولا للذكورية أن تُقصينا".
مقابلة سابقة تحولت إلى شهادة مؤلمة
وأعادت هذه الجريمة إلى الأذهان مقابلة أجرتها بشارة قبل عامين مع الصحفي فرات نصار، خلال مشاركتها في مظاهرة ضد العنف والجريمة، حين قالت: "الشرطة مش عم تعمل شغلها، وكأن الدم العربي رخيص". حديثها الذي كان يعبر عن غضب جماعي أصبح اليوم شاهداً مؤلماً على مصيرها. وأكد نصار، صباح اليوم عبر أثير "راديو الناس"، أنه لم يتخيّل أن تتحول ضيفته السابقة إلى ضحية لاحقة، لافتاً إلى أن سوزان كانت ناشطة فاعلة، متطوعة، ومؤمنة بدورها التغييري في المجتمع.