أعلن جنديٌّ سابق في الجيش الإسرائيلي ويُدعى إيلان راز، عن قرب انتهائه من تطوير لعبة فيديو جديدة بعنوان "Shield of David" (درع داوود)، قال انّها تستند بشكلٍ مباشر إلى العمليات العسكرية الإسرائيلية المستمرّة في قطاع غزة منذ السابع من أكتوبر 2023.
وأوضح راز في حديثه لوسائل إعلام إسرائيلية أنّ اللعبة مُكتملة بنسبة 80%، وأنه يخطّط لإطلاقها في 7 اوكتوبر 2025. وأضاف، انّه يجري مفاوضات مع منصّتين إلكترونيّتين كبيرتين لتوزيعها، بعد فشل صفقة مع موزّع أوروبي رفض بعض عناصر القصة لكونها "إشكاليّة"، مؤكّدًا أنه سيقوم في كلّ الأحوال بتسويقها بنفسه عبر رموز دخول رقمية، مع منح نسخ مجّانية للجنود الإسرائيليين الذين شاركوا في القتال داخل غزة.
مضمون اللعبة ورؤية المطوّر
بحسب راز، فإنّ اللعبة مبنيّة على قصص حقيقية لجنود إسرائيليين شاركوا في العمليات العسكرية، في محاولة لـ"أنسنتهم" وعرض "حقيقتهم المؤلمة". ويضيف، أنّ التجربة داخل اللعبة صُمِّمت لنقل شعور المقاتلين على الأرض، من اهتزاز الأرض تحت أقدامهم إلى الإرهاق الجسدي والذهني، مؤكّدًا أنّ الهدف ليس تقديم صورة بطولية خيالية، بل محاكاة ما يراه "واقعًا صعبًا يعيشه الجنود".
انتقادات لاذعة ودعوات للمقاطعة
ترافق الإعلان عن اللعبة مع جدل واسع على المنصّات الاجتماعية، إذ اعتبرها كثيرون محاولة لتلميع صورة الجيش الإسرائيلي وسط الاتّهامات الدولية الواسعة بارتكاب جرائم حرب في غزة. كما انّ العرض الترويجي للعبة، الذي حمل اسم "وادي رفح"، يُظهر جنديًا إسرائيليًا يتحرّك وسط مدينة مدمّرة، في مشهد يحاكي الدمار الكبير الذي خلّفته الغارات الإسرائيلية على غزة، ما اعتُبِر توظيفًا لرمزية مدينة فلسطينية حدودية دُمّر جزء كبير منها خلال العمليات العسكرية الأخيرة.
ولم تتوقّف الانتقادات عند حدود الطرح السياسي، بل انصبّت أيضًا على البعد الأخلاقي لمثل هذه اللعبة. مستخدمون على منصّات التواصل وصفوا المشروع بأنه "مرض" يحوّل القتل الجماعي في غزة إلى ترفيه، فيما اعتبر آخرون أنه يجسّد نظرة الجنود الإسرائيليين لحربهم كما لو كانت "لعبة فيديو حقيقية"؛ وسط تساؤلات الساخرة فيما إذا كانت اللعبة ستتضمّن مشاهد إطلاق مئات الرصاصات على مدنيين أو أطفال، كما حدث في وقائع موثّقة.
ويأتي الإعلان عن اللعبة في ظلّ تقارير وشهادات تتّهم الجيش الإسرائيلي بالتعامل مع الحرب كما لو كانت "لعبة فيديو"؛ إذ أشارت تقارير حقوقيّة، إلى جانب شهادات من أطبّاء في غزّة، إلى أنماط متكرّرة في الإصابات بالرصاص توحي باستهداف المدنيين بشكل متعمّد، كما لو كان الأمر تدريبًا على التصويب. شهادات أخرى لجنود إسرائيليين شبّهت استخدام الطائرات المسيّرة في استهداف الفلسطينيين بإحساس "لعبة فيديو"، ما يجعل مشروع "درع داوود" بالنسبة لكثيرين امتدادًا لهذه الذهنية المثيرة للجدل.