أثارت الممثلة اللبنانية نادين الراسي موجة جدل واسعة خلال الأيام الأخيرة، بعدما نشرت مقطع فيديو عبر منصّات التواصل الاجتماعي، وجّهت فيه رسالة إلى المتحدث باسم جيش الاحتلال الإسرائيلي أفيخاي أدرعي، وذلك عقب التحذيرات التي أصدرها بشأن استهداف مناطق في الضاحية الجنوبية لبيروت وجنوب لبنان.
في الفيديو، اعترضت الراسي على استخدام عبارة "سكّان لبنان" في تلك التحذيرات، وتساءلت بسخرية: "شو لبنان جلّ وتنّور حتى تقول احذروا "سكان لبنان""؟؛ وأضافت، أنّ من الأفضل تحديد المناطق المستهدفة بدقّة بدلًا من تعميم يزرع الذعر بين الناس ويضرّ بالسياحة، لا سيّما في ظلّ الأزمة الاقتصادية والمجتمعية التي تمرّ بها البلاد.
أمّا أفيخاي أدرعي فردّ برسالة وجّهها إلى نادين الراسي عبر منصّة "إكس"، قال فيها إنّ تحذيراته "لم تكن موجّهة ضد الشعب اللبناني الكريم"، مؤكدًا أنّ الجيش الإسرائيلي "يميّز بين المدنيين والعناصر الإرهابية"، على حدّ تعبيره. وشدّد، انّ إسرائيل لا تسعى إلى استهداف الدولة اللبنانية أو ضرب السياحة فيها، داعيًا إلى "الحوار والعقلانية".
وقد زاد ردّ أدرعي من حدّة الانتقادات الموجّهة لنادين الراسي، لا سيّما من الجمهور اللبناني الذي رأى بالفيديو تجاوزًا غير مقبول، بينما اتّهمها البعض بالسذاجة واللهث وراء الشهرة في فترة مأساوية تمرّ بها البلاد: "ما زعجها إنه بلدها عم ينقصف، زعجها إنو أدرعي ما حدّد المنطقة؟". في المقابل، دافعت الراسي عن موقفها، مؤكّدة: " كل ما قلته هو أن الضرب لا يجب أن يحدث أصلاً". وأضافت: "نحن لسنا مجرّد جلّ وتنّور، نحن بلد كبير، وإن بدا صغيرًا في نظر البعض. لا أحد يزايد عليّ بوطنيتي".
وتطوّرت القصة لاحقًا لتأخذ بعدًا رسميًا، مع إصدار وزارة الإعلام اللبنانية بيانًا شديد اللهجة، حذّرت فيه المواطنين، والمؤثّرين، والفنانين، من أي تواصل مباشر أو غير مباشر مع الإعلام الإسرائيلي؛ فيما يُعتبر مثل هذا التفاعل "خرقًا للقوانين اللبنانية ويعرّض صاحبه للمساءلة القانونية"، بحسب ما جاء في البيان.
وردّت نادين الراسي على بيان وزارة الإعلام بنبرة ساخرة، مشيرة إلى أن التحذير جاء متأخرًا ولا طائل منه، وكأنّ منشورها هو ما تسبّب بالأزمة.