1 عرض المعرض


جنود إسرائيليون على متن مركبة مدرعة يحملون علم حزب الله تم الاستيلاء عليه خلال القتال 2006
(Flash90)
ركزت اللجنة المشرفة على مراقبة وقف إطلاق النار بين حزب الله وإسرائيل، في اجتماعها الخامس عشر الذي عُقد اليوم الجمعة، على آليات إعادة النازحين إلى ديارهم ومعالجة التحديات التي تواجه المدنيين، في محاولة لمنع تجدد القتال في حال عدم تنفيذ التزام نزع سلاح حزب الله بحلول الموعد النهائي المحدد مع نهاية العام الجاري وفقا لما ذكرت وسائل إعلام ووكالات أنباء.
ويعكس الاجتماع، الذي استضافته بلدة الناقورة الساحلية جنوب لبنان، مسعى أمريكياً متواصلاً لتوسيع نطاق الحوار بين الطرفين إلى ما يتجاوز الجوانب التقنية لمراقبة وقف إطلاق النار الذي تم التوصل إليه عام 2024، وذلك انسجاماً مع توجهات إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الرامية إلى ترسيخ اتفاقات السلام والاستقرار في منطقة الشرق الأوسط.
وخلال الفترة الأخيرة، كثّفت إسرائيل ضغوطها العلنية على السلطات اللبنانية، مطالبة إياها بالوفاء بالتزاماتها المنصوص عليها في الاتفاق، وفي مقدمتها نزع سلاح حزب الله. وحذرت اسرائيل من أنها ستتصرف «وفق ما تقتضيه الضرورة» في حال لم يبادر لبنان إلى اتخاذ خطوات عملية ضد حزب الله الذي يتلقى دعما من إيران.
وأفادت السفارة الأمريكية في بيروت بأن المشاركين المدنيين في الاجتماع ناقشوا سبل دعم العودة الآمنة للسكان الذين شُرّدوا خلال الحرب التي اندلعت في عامي 2023 و2024، إلى جانب دفع عجلة إعادة الإعمار الاقتصادي في المناطق المتضررة. ووفق مصدر مطّلع نقلت عنه وكالة «رويترز»، تناولت اللجنة أيضاً الخلافات القائمة بشأن الحد من انتشار السلاح جنوب نهر الليطاني، وآليات نشر الجيش اللبناني في المناطق التي طالما شكّلت معقلاً لحزب الله.
وأكد بيان صادر عن السفارة الأمريكية أن المشاركين اللبنانيين والإسرائيليين اتفقوا على أن تحقيق تقدم سياسي واقتصادي مستدام يُعد شرطاً أساسياً لتعزيز المكاسب الأمنية، وضمان الاستقرار والازدهار على المدى الطويل. كما شددت اللجنة على أن تعزيز قدرات الجيش اللبناني، الذي وصفه المشاركون بأنه الضامن الرئيسي للأمن جنوب الليطاني، يشكل عنصراً محورياً للحفاظ على الاستقرار، خاصة بعد سنوات من تفوق حزب الله عليه في التسليح.
من جهتها، أعلنت الرئاسة اللبنانية أن الرئيس جوزيف عون شدد على أن عودة سكان القرى الحدودية إلى منازلهم تمثل أولوية وطنية قصوى، مشيرة إلى أن اللجنة ستعقد اجتماعها المقبل في السابع من يناير/كانون الثاني المقبل.
ويعود العداء الرسمي بين لبنان وإسرائيل إلى أكثر من سبعين عاماً. ومنذ دخول وقف إطلاق النار الذي رعته الولايات المتحدة حيز التنفيذ، تبادل الطرفان الاتهامات بخرق الاتفاق، في وقت واصلت فيه إسرائيل شن غارات جوية أسفرت عن مقتل مئات الأشخاص، مؤكدة أنها تستهدف محاولات حزب الله إعادة بناء قدراته العسكرية.
وكانت اللجنة قد عقدت في الثالث من ديسمبر/كانون الأول اجتماعها الأول بمشاركة مدنيين من الجانبين، حيث أعرب رئيس الوزراء اللبناني نواف سلام آنذاك عن أمله في أن تسهم هذه المشاركة في خفض منسوب التوتر. في المقابل، قال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إن أجواء الاجتماع كانت إيجابية، وإن الطرفين اتفقا على طرح أفكار للتعاون الاقتصادي، لكنه شدد في الوقت نفسه على أن نزع سلاح حزب الله «أمر لا يمكن التنازل عنه» بغض النظر عن أي تقدم آخر.

