أمهلت المحكمة المركزية في حيفا، الأطراف المختلفة في قضية عدم السماح بإقامة الصلوات في كنيستي قرية البصة المهجّرة للتوصل إلى اتفاق لغاية يوم عشرين نيسان المقبل.
وجاء ذلك في إطار ردها على الالتماس الذي تقدّمت به البطريركية الأرثوذكسية في القدس، والأسقفية اليونانية في عكا، حيفا والجليل، ضد عدة جهات، على خلفية إقامة مشروع سياحي، يمنع إقامة الصلوات هناك.
وقال المحامي جمال عبدو- من الموكلين بالدفاع عن الكنيستين الكاثوليكية والاورثوذكسية (من اهالي البصة المهجرين)، إن البصّة هي قرية مهجرة، والكنيستين فيها هي ضمن مبان مهجّرة لا زالت موجودة وقائمة حتى اليوم، كانت تستخدم حتى سنوات الـ80 كحظائر للأغنام وبعد تدخلات تم منع ذلك، لكن حتى اليوم لم يُسمح بترميمها ولا باستخدامها بشكل دائم،كما وحظر على الأهالي في كثير من المرات إقامة الصلوات الدينية فيها.
"تهرب واضح من إقرار الحق بالصلاة فيها"
وأضاف في حديثه لراديو الناس، أن الجديد في الموضوع هو طرح مخطط تفصيلي من قبل بلدية شلومي المقامة على أنقاض القرية المهجرة، وهذا المشروع في البداية هدف إلى منع الصلوات في المباني التاريخية القديمة فيها، وعدم الاعتراف بها كمبان دينية، لكن لاحقا تمت إزالة هذين البندين لكن البلدية تهربت من الإشارة بشكل واضح إلى الحق بإقامة الصلام بالكنيستين.
وأشار المحامي جمال عبده إلى أن المخطط يسمح من خلال تعريفها بأنها مبان عامة إلى استخدامها لأغراض ثقافية وجماهيرية عامة، لكن لا يوجد بند صريح يحدد إمكانية إقامة الصلوات فيها وهذا سبب الالتماس المقدم للمحكمة المركزية.
وحول قرار المحكمة، قال إن النيابة العامة والمحكمة تتهربان من الإشارة بشكل واضح إلى الحق بإقامة الصلوات في الكنيسة، وهذا سبب طلب المحكمة بإمهال الطرفين فرصة للتوصل إلى تسوية.
"المس بالكنيستين في البصة هو مس بكل مهجّر"
بدوره، قال الأب عبد الله مخولي كاهن رعية الروم في كفر ياسيف، إنه يطالب كرجل دين في البلاد بأن يتم احترام معبده، بغض النظر عن نوعه، قائلا إن المقدسات ودور العبادة هي من أجل الصلاة لله وتجميع المؤمنين معا وزيارة رباط المحبة بين الناس.
وتابع "بالنسبة لنا الكنيسة هو المحج الذي نؤمّه، لذلك، هناك فإن الكنيسة الأرثوذكسية هي تعود للأهالي المهجرين من قرية البصة، وبالتالي نطالب - وهذا حقنا القانوني والشرعي والديني والإنساني في أن تفتح أبواب الكنائس للصلاة والحفاظ على هوية الكنيسة والمؤمنين وعدم تحطيم مشاعر أهل هذه الكنيسة وهم بالآلاف من المهجرين بالخارج والداخل، والذين لهم جذور وأصول هنا"
وأكد الأب مخولي أنه لا يمكن أن يتم إدخال العقل البشري فكرة استخدام المعابد الدينية كحظائر، مضيفا أن هناك من يمنع من ترميم الكنيسة المهددة للسقوط كما يتم منع الصلاة فيها، ونحن سنطالب أيضا بترميمها والحفاظ عليها ومنعها من السقوط