أعلنت لجنة أولياء الأمور في مدرسة نين الشاملة صباح اليوم عن إضراب عام وشامل في أعقاب حادثة العنف الخطيرة التي وقعت يوم أمس داخل حرم المدرسة، بعدما اقتحم عدد من الأهالي المكان واعتدوا على طلابٍ خلال الدوام المدرسي، في مشهدٍ وصفه الشهود بأنه "صادم ويفتقر إلى أدنى معايير الأمان التربوي".
"ضربوه أمام زملائه" | أمّ تروي تفاصيل الاعتداء على ابنها في مدرسة نين
المنتصف مع فرات نصار
05:05
تفاصيل الحادثة
وفق إفادات شهود العيان، فقد دخل عدد من أولياء الأمور إلى ساحة المدرسة أثناء الاستراحة، واعتدوا على مجموعة من الطلاب أمام أنظار زملائهم والمعلمين، ما أدى إلى إصابة عددٍ من التلاميذ بجروحٍ متفاوتة وحالات نفسية صعبة.
وأفادت الشرطة في بيان مقتضب أنها فتحت تحقيقًا في الحادثة، وأنه تم توقيف عدد من المشتبه بهم للتحقيق.
شهادة والدة أحد الطلاب المصابين
في حديثٍ مؤلم لراديو الناس، روت والدة أحد الطلاب الذين تعرّضوا للاعتداء تفاصيل الحادثة قائلة:" وصلنا خبر أن ابني ضُرب داخل المدرسة. عندما وصلتُ وجدته مصابًا في رأسه وذراعه وقدمه، وفي حالة نفسية صعبة. كان في ساحة المدرسة أثناء الاستراحة حين اقتحم بعض الأهالي المكان وهاجموا الطلاب دون أي رادع".
وأضافت الأم بلهجة غاضبة: "أحمّل المدرسة المسؤولية الكاملة. أين خطة الطوارئ؟ أين الحارس؟ كيف يُترك الطلاب دون حماية داخل مؤسسة تربوية؟ ما جرى ليس حادثًا عابرًا بل مؤشر خطير على تفشي العنف وغياب الانضباط والردع داخل مدارسنا".
وأكدت أنها لن تعيد ابنها إلى المدرسة في الوقت الحالي خوفًا على سلامته، مشيرة إلى أن العائلة قدّمت شكوى رسمية للشرطة ضد المعتدين.
رئيس المجلس الإقليمي بستان المرج: نتابع عن كثب ولن نسكت
المنتصف مع فرات نصار
05:55
موقف المجلس المحلي
وفي مداخلة لـأحمد زعبي، رئيس المجلس الإقليمي بستان المرج، أكد أن المجلس يتابع القضية بشكل مباشر، قائلاً:"كل مجتمعنا العربي يعاني من ظاهرة العنف، وهذه الحادثة هي إنذار خطير. هناك حارس في المدرسة، لكن عندما يدخل شخص غاضب بهدف الاعتداء، لا يردعه أحد. القانون يجب أن يأخذ مجراه".
وأوضح زعبي أن المجلس المحلي عقد اجتماعًا عاجلًا مع ممثلي وزارة التربية والتعليم، ومديري المدارس، لبحث الخطوات العملية، مضيفًا:" قررنا تعزيز الحراسة في المدرسة، وتعيين اختصاصيين نفسيين واجتماعيين لمعالجة الطلاب المتأثرين. كما سنعمل على برامج توعية تربوية للأهالي والطلاب للحد من العنف المدرسي".
صدمة مجتمعية ومطالب بالإصلاح
أثارت الحادثة موجة غضب واسعة في المجتمع المحلي، حيث عبّر الأهالي والمعلمون عن خشيتهم من تحوّل المدارس إلى بيئة غير آمنة لأبنائهم.
وقالت إحدى المعلمات :"ما حدث تجاوز كل الخطوط الحمراء. المدرسة يجب أن تكون مكانًا آمنًا للتعلم، لا ساحة للعنف والانتقام".
دعوات للتهدئة والتحرك المؤسسي
رئيس المجلس زعبي ختم حديثه بدعوةٍ إلى التهدئة قائلاً:"نطمئن الأهالي أن أبناءهم بأمان. ما حدث حالة خاصة، لكنها مؤلمة جدًا. سنعمل بكل ما لدينا من إمكانات لنتأكد أنها لن تتكرر".
حادثة مدرسة نين الشاملة تكشف عن أزمة عميقة في ثقافة التعامل مع الخلافات داخل المجتمع المدرسي، وتؤكد الحاجة إلى مراجعة منظومة الأمن التربوي والانضباط السلوكي، إلى جانب تعزيز دور الأهل والمؤسسات المحلية في حماية البيئة التعليمية.


