هبة الكرامة تعود إلى الواجهة| المحامي أحمد مصالحة: الشبان من طمرة يعيشون ظروف سجن صعبة جدا ونأمل تخفيف العقوبة

 المحامي أحمد مصالحة:"ظروف الشبان في السجن صعبة جدًا، والعليا ستبتّ في القضية خلال أسبوع أو أسبوعين. الشباب يُعاملون كأسرى أمنيين"

1 عرض المعرض
المحامي أحمد مصالحة
المحامي أحمد مصالحة
المحامي أحمد مصالحة
(وفق البند 27 أ من قانون الحقوق الأدبية (2007))
نظرت المحكمة العليا الإسرائيلية اليوم (الاثنين) في الاستئناف الذي قدّمه فريق الدفاع عن ثلاثة شبان من مدينة طمرة، أدينوا في أحداث "هبة الكرامة" عام 2021، وطالب الالتماس بتقليص مدة الحكم البالغة سبع سنوات، بعد مضيّ ثلاثة أعوام على صدور الحكم من المحكمة المركزية في حيفا.

وقال المحامي أحمد مصالحة، الموكّل بالدفاع عن الشاب بهاء أبو الهيجا – أحد المعتقلين الثلاثة – في حديثه لبرنامج استوديو المساء مع الزميلة شيرين يونس عبر راديو الناس:"ظروف الشبان في السجن صعبة جدًا، والعليا ستبتّ في القضية خلال أسبوع أو أسبوعين. الشباب يُعاملون كأسرى أمنيين، بينما نسعى لتغيير تصنيفهم إلى جنائي."
المحامي أحمد مصالحة: نأمل تخفيف العقوبة بعد مصالحة إنسانية فريدة
استديو المساء مع شيرين يونس
08:33
مصالحة نادرة بين طمرة ومتسبي أبيب وتعود القضية إلى أحداث 12 أيار/مايو 2021، حين وقعت مواجهات في مدينة طمرة أسفرت عن اعتداء عدد من الشبان على مواطن يهودي يُدعى شير من متسبي أبيب، كان يعمل في مجال البستنة داخل المدينة.
ووفق المحامي مصالحة، فقد اعترف موكله خلال التحقيق وعبّر عن أسفه واعتذاره لما حدث. في خطوة وُصفت بأنها غير مسبوقة، توجّه وفد من أهالي طمرة يضم ممثلين عن العائلات، والسلطة المحلية، والمشايخ إلى مستوطنة متسبي أبيب لتقديم اعتذار رسمي لعائلة شير.
وقد استقبلت العائلة الوفد بحفاوة كبيرة، وقام أهالي طمرة بتحمل تكاليف علاج شير وتعويضه بمبلغ 240 ألف شيكل، كما أصلحوا أسنانه المكسورة على نفقتهم الخاصة.
لاحقًا، تطورت العلاقة بين الطرفين بشكل لافت، إذ بات شير يزور طمرة بانتظام، وحضر إحدى جلسات المحكمة حيث صافح الشبان وأعلن مسامحته لهم، مؤكدًا أن "ما حدث تحوّل من مصيبة إلى صداقة حقيقية".
"ما حدث ليس صُلحة... بل مصالحة حقيقية بين فئتين" وخلال جلسة المحكمة العليا، شدّد المحامي مصالحة على أن القضية تتجاوز بعدها القانوني، قائلًا:"ما حدث لم يكن صُلحة عابرة، بل مصالحة إنسانية حقيقية بين فئتين، بين عرب ويهود. أهل طمرة وأهل متسبي أبيب جلسوا سويًا وتحدثوا بصدق، وتحولت الأزمة إلى جسر للتقارب الإنساني."
وأضاف:"لمست تفاعلًا إيجابيًا من القضاة، وعلى رأسهم القاضي إسحاق عميت، الذين أبدوا تفهمًا للبعد الإنساني في القضية. نحن نأمل بتقليص العقوبة قريبًا، خاصة أن بعض الشبان كانوا في عمر 16 إلى 20 عامًا، ولا علاقة لهم بأي تنظيم أو خلفية أيديولوجية."
أمل بتصحيح المسار
وأشار مصالحة إلى أن الخطوة القادمة ستكون بانتظار قرار المحكمة خلال الأسبوعين المقبلين، معربًا عن أمله في أن تأخذ المحكمة بعين الاعتبار المصالحة الاستثنائية التي تمّت بين الطرفين، قائلًا:"هذه الحكاية لا تتعلق فقط بحادثة عنف، بل بمصالحة غيّرت واقعًا كاملاً، وأثبتت أن الخير ممكن حتى في أصعب الظروف."